عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ)، الحديث متَّفق عليه.
فالكلمة الطيبة هي الكلمة العفويَّة التي تخرج من القلب، ولها وقع في النفس. الكلمة الطيبة حياة للشخص الذي نثرها وردًا، والتي يستقبلها بساتينَ وفُلًّا وكاديَ وريحانًا.
الكلمة الطيبة بريد القلوب، نرسلها لمَن نريد أنْ نُدخلَ السرور إليهم. الكلمة الطيبة ظرفٌ عنوانه السَّلام والاطمئنان.
الكلمة الطيبة كالابتسامة التي تُزرع على شفاتنا، وملامح وقسمات ونسمات وبسمات الآخرين.
الكلمة الطيبة سفيرة المحبَّة والأخوة والألفة.
الكلمة الطيبة سلام وأمن وأمان.
الكلمة الطيبة مملكة الإنسانيَّة، ومدينة الفرح، وقرى السعادة.
الكلمة الطيبة اهتمام ولذَّة لا يضاهيها أيُّ لذَّة واهتمام.
الكلمة الطيبة امتحان لذواتنا بأنْ نقهرَ ما نحسُّه ونشعره، بفرد عضلات وجوهنا لنرسم مستقبل يومنا، منذ أول خيوط فجر نستيقظ منه، إلى أول من نقابله بقلوبنا قبل أعيننا.. هذا بالضبط ما تفعله الكلمة الطيبة، فنحن لا نستطيع العيش في حياتنا دون أن نتعايش ونتماهى ونسطِّر أفراحنا بالكلمة الطيبة.
الكلمة الطيبة غير أنها صدقة -كما أخبرنا بها نبينا الكريم- فهي انعاشٌ لقلوبنا وجهًا لوجه، أو من خلال مواقع التَّواصل الاجتماعي، والتي باتت في يدينا كالأكل والشرب، وأصبحت الهواتف النقَّالة كالإكسسورات لا نستطيع الاستغناء عنها كالمسبحة في يدي الرجال، كالخواتم والمرآة في يدي النساء. الكلمة الطيبة تبرد القلوب، تشفيه من الحياة وتسارعها، فالوقت يمضي سريعًا من أيامنا وسنواتنا دون أن نلاحظ ذلك.
الكلمة الطيبة منهجٌ ومقررٌ لابُدَّ من تجاوزه، والامتحان فيه، والتفوُّق عليه بدرجة امتياز مع مرتبة الحياة.. شكرًا لمحادثة (واتسأبيَّة) جرت بيني وبين أبي حسام، أرسل أربعة مقاطع كلَّها تتحدَّث عن جزاء الكلمة الطيبة، حرَّكت وحرَّضت فيها هذه المقاطع عن الكتابة عن وجود وحتمية الكلمة الطيبة وأثرها فينا أولًا وعاشرًا، ثم في الآخرين، فالكلمة الطيبة مشاعر نور، ومساقط ضوء لتنير دروبنا، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ثمَّ اللهَ اللهَ في الكلمة الطيبة.
وأخيرًا...
افرحوا.. املأوا الدنيا سعادةً، واجعلوها في كل ثانية من حياتكم عادةً. اشربوها وأنتم ترشفون القهوة أيُّها السيدات والسادة.