لا شك أن رياح الأجواء المزاجية التي تهُب على عقول الناس، هي بمثابة أجواء الطقس المتقلبة، فهي على عدة أحوال، فتجد الفرد منا اليوم مُنشرح الصدر وبشوش الوجه، ومُنطلِق اللياقة، فتقول في نفسك، ما شاء الله، ثم إذا كان من الغد تجده ضيق الصدر عابس الوجه، ومُقيَّد اللياقة، فتستغرب من هذه الأحوال المزاجية التي لا يكاد يخلوا منها أحدٌ منا، وأعتقد أن لسبب حضورها عدة عوامل كثيرة، منها على سبيل المثال، تقلبات الزمن في الليل والنهار، ومنها أمراض وراثية قد تصل إلينا من جينات التسلسل العائلي، ومنها أيضاً ظروف الحياة المعيشية الصعبة التي يوجهها معظم الناس في هذه الأيام بالذات، ولا شك أن مَن يبحث عن الإنشراح المُطلق في هذه الحياة الدنيا فهو واهم، قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسانَ في كبَد)، فلابد من تقلبات المزاج حسب ظروف الزمان والمكان والمعاش، أما الراحة الحقيقية والسعادة الدائمة فتكون عند انقطاع الزمان السببي الذي نعيشه في هذه الحياة الدنيا، وذلك لأن له بداية سببية وله نهاية سببية، أما عند إنقضاء هذا الزمن المحدود ببداية ونهاية، فإن الجنة هي دارُ السعادة الأبدية السرمدية التي لا دور للزمان فيها إطلاقاً، فهي مفتوحة الزمن المُطلَق، رزقنا اللهُ وإياكم موجبات السعادة في الدنيا والآخرة.