في العُرفِ القَبَلي، يُطلق لقبُ الشَّيخ على رجل القبيلة الأوَّل وعمودِها، ومَن تُردُّ له الأمورُ في حلِّ المشكلات التي تحدث لأبناء القبيلة مع بعضهم بعضًا، أو خارجها.
ومن العُرفِ -أيضًا- أنْ يُطلق مصطلح الشَّيخ على فضيلة القاضي بالمحكمة، وعلى العلماء، وإمام المسجد، ويُطلق كذلك على الرَّجل الكبير الطَّاعن في السِّنِّ.
هناك مسميَّات شعبيَّة، تجد القبول لدى الكثيرين، ومن أبرزها مُسمَّى «رجل الأعمال»؛ لأنَّها تُعطي لصاحبها فخامة المال، قبل الجاه والموقع.
أسوقُ هذه المقدِّمة؛ لأنَّ هناك بعضًا ممَّن يفقدُ شيئًا من الاحترام؛ بسبب تعاليه؛ لأنَّه زاد قليلًا عمَّن حوله، فيرى أنَّه ذو مكانةٍ أفضل، وهذا ضعفٌ في النَّفس.. فالبعضُ ينتفخُ ريشه على مَن حوله -مع الأسف- من الجيران، أو الجماعة، أو الأصدقاء. والبعضُ يزدادُ تواضعًا، وما أكثرهم ولله الحمد. ففي النِّهاية نحنُ مجتمعٌ مسلمٌ، الخيرُ فيه أكبرُ ويعمُّ، والشَّاذُ قليلٌ ويقصرُ.
جماعتك في النهاية، هم سندك في عثرات الحياة مع أصدقائك الأوفياء.. فإنْ قللتَ من جماعتِك؛ لأنك رجلٌ ذو شأنٍ في المجتمع، ولديك مكانتك وسط كبار الشخصيات، التي يبحث عنها ضعافُ النفوس، هي كارثة بمعنى الكلمة.. بالمقابل، تجدُ بالمجالس والأفراح أنَّ هناك مدعُوِّين -أيَّما كانت مكانتهم- لم يتم دعوتهم إلَّا لأنَّهم يجبُ أن يُقدَّروا بمنازلهم.. فالقصور في دعوة جماعتِك وأقربائِك على مناسباتِك الخاصَّة؛ لأنَّك «رجلُ الأعمال الفلاني»، وأنعم اللهُ عليك بالمال -ولم ينعمْ عليك بصلةِ الرَّحم- ربما هي عقوبةٌ من الله، أنت غافلٌ عنها.
خاتمة:
«رايتُك خضراءُ وقلبُك أبيضُ، وعلومُك غانمةٌ»، تُقال لمَن يستحقُّ عبارات التَّفخيم؛ لأنَّه أهلٌ لها.. وأقولُ للذين في نفوسهم شيءٌ من الكِبر: أنتَ رجلُ الأعمال المُهاب برايةٍ ليس لها لونٌ!!.