خطفَ وزيرُ الخارجيَّة الأمريكيِّ أنتوني بلينكن الأنظارَ؛ بسببِ انحيازه الأعمَى والمُطلق لإسرائيل، ويُخفي خلفَ وجههِ الوسيمِ والبريءِ وكلماته الدبلوماسيَّة الفضفاضة دعمًا كاملًا لإسرائيل، مهما خالفت القانونَ الدوليَّ، ومهما أجرمتْ في حقِّ الفلسطينيِّين! فمَن هو هذَا الوزيرُ الذي يُجيدُ الغناء بالقيثارِ والموسيقى الأمريكيَّة الريفيَّة، مثلما يُجيد دعمَ إسرائيل؟!.
لقد وُلِدَ لوالدَين يهوديَّين، هما جوديث ودونالد إم بلينكين، في عام ١٩٦٢م، وتخرَّج في كليَّة القانون من جامعة هارفارد المشهورة بجودتها العلميَّة، ويتخرَّج منها -عادةً- عباقرةٌ في كافَّة التخصُّصات، وسخَّر عبقريَّته لخدمة اليهود والصهاينة، وبرع في ذلك كثيرًا، ومن ذلك إقناعه حال تعيين الرَّئيس الأمريكيِّ جو بايدن له وزيرًا للخارجيَّة بعدم ربْط المساعدات العسكريَّة الأمريكيَّة لإسرائيل بأيِّ انتهاكاتٍ تنفِّذُها الحكوماتُ الإسرائيليَّةُ، ولوْ لمْ ترضَ عنها أمريكا، وتبيَّن هذا جليًّا في كمِّ الأسلحةِ الهائلةِ التي ساعدت بها أمريكا إسرائيلَ، رغم الإبادة الجماعيَّة التي تقوم بها إسرائيلُ تجاه المدنيِّين الفلسطينيِّين بمن فيهم من نساء وأطفال، وأعطى لإسرائيل بهذا كلَّ الحقِّ فيما تفعله من انتهاكاتٍ مُخالِفةٍ للقوانين الأمريكيَّة المزعومة عن حقوقِ الإنسان.
والرَّجلُ يهوديٌّ أكثر من الإسرائيليِّين أنفسهم، وصهيونيٌّ أكثر من الصهاينةِ أنفسهم، وخاتمٌ ملبوسٌ في أيدي رؤساء الحكومات الإسرائيليَّة، بل وخادمٌ مخلصٌ لهم؛ بما يسهِّلُ مطامعهم ومخطَّطاتهم، ويفعل ذلك بهدوءٍ دبلوماسيٍّ عجيبٍ، وطلاقة لسان مثقَّفة، ومُفردات قانونيَّة، وهو خيرُ أخٍ وصديقٍ ورفيقٍ للكيان الصهيونيِّ المحتلِّ، ومن المستحيل اعتباره شخصيَّةً محايدةً، أو وسيطًا لمفاوضاتٍ جديَّةٍ تسعى لتغليب السَّلام بين العرب وإسرائيل، وإحلال الهدوء بدل عنف الحروب التي توقدها إسرائيلُ في المنطقة لأهدافٍ خبيثةٍ وتوسُّعيَّةٍ!.
لقد قالَ في بداية زياراته للمنطقة، خلال أحداث غزَّة: إنَّه قَدِمَ للمنطقةِ كيهوديٍّ، وليس كوزيرِ خارجيَّةٍ للدَّولةِ الأعظم في العالم، وهُو يعني ما يقولُ حرفًا.. حرفًا.