نحتفلُ هذهِ الأيام بـ(يومِنَا الوطنيَّ الـ٩٤)، ونحنُ في منتصفِ الطريقِ نحوَ عامِ ٢٠٣٠، عامِ الرؤيةِ، ولنَا أنْ نقفَ هنَا ونتطلَّعَ أينَ كنَّا؟ وأينَ أصبحنَا؟ وماذَا حقَّقنَا علَى مختلفِ الأصعدةِ؟. فقبلَ مئةِ عامٍ كنَّا دولةً بادئةً ليسَ لهَا مصدرُ دخلٍ واضحٍ سِوَى الحجِّ والعُمرةِ، ولمْ تتوفَّر لدينَا أشياءُ كثيرةٌ مِن الكهرباءِ، إلى الماءِ، إلى الطرقِ إلى الجامعاتِ، ومختلفِ مستوياتِ التعليمِ، وكانتْ لدينَا أميَّة مرتفعةٌ، علاوةً علَى الصحَّة والمستشفياتِ والصناعةِ والزراعةِ. كانَ وضعنَا قبلَ مئةِ عامٍ لا يُذكرُ. ومررنَا بمرحلةِ اكتشافِ وإنتاجِ النفطِ إلى مرحلةِ التنميةِ الصناعيَّة والزراعيَّة والتعليميَّة والصحيَّة، وأصبحنَا مِن ضمنِ أكبر عشرِينَ اقتصادًا في العالمِ.
ولوْ جلسنَا وتأمَّلنَا فِي وضعنَا، وكيفَ أنَّ إنتاجَ النفطِ كانَ مِن يدٍ غريبةٍ إلى أيدٍ سعوديَّةٍ، يجعلنَا ندركُ حجمَ القفزاتِ التِي وصلنَا لهَا مقارنةً بكثيرٍ مِن الأممِ. كمَا نجدُ أنفسنَا مِن دولةٍ كانَ يُحرقُ فيهَا الغازُ الطبيعيُّ، إلَى أكبرِ دولةٍ منتجةٍ للأسمدةِ والبتروكيماوياتِ فِي العالمِ. أصبحنَا علَى الخارطةِ مِن زاويةِ قدرتنَا علَى الاستفادةِ مِن تصنيعِ وتكريرِ النفطِ والمشتقاتِ البتروكيماويَّةِ. كمَا أنَّ مختلفَ الصناعاتِ والمنتجاتِ التِي يتمُّ إنتاجهَا وتصديرهَا لَا يُستهانُ بهَا أو بحجمِهَا، ولمختلفِ دولِ المنطقةِ.
وعلَى صعيدِ الزراعةِ، تُعتبرُ الخُطواتِ التِي حققناهَا مِن أجزاءٍ كبيرةٍ مزروعةٍ ومنتجةٍ لكافَّةِ المنتجاتِ معَ أكبر مصانعَ فِي المنطقةِ لإنتاجِ الألبانِ ومشتقاتهَا، تنافسُ علَى مستوَى الشرقِ الأوسطِ.
وفي مجال الصحة، القفزات التي تحققت يشار لها بالبنان، سواء في القطاع الخاص أو العام من مستشفيات وما يتبعها من قدرات رفعت من مستوى الخدمة، وتحقيق الأمن الصحي للمواطن، ولا نزال في انتظار التحول في القطاع العام لدعم رفع نوعية ومستوى الخدمات فيه.
والتعليم علَى المستويَينِ العامِّ والجامعيِّ، سواءٌ كانَ خاصًّا أو حكوميًّا، يجعلنَا ندركُ حجمَ القفزاتِ التِي تحققتْ خلالَ مئةِ عامٍ، وهِي ليستْ بالهيِّنةِ حتَّى المستوَى العالميِّ. فالتعليمُ ومنافسةُ الجامعاتِ للجامعاتِ في العالمِ، ووصولهَا إلَى مراتبَ متقدِّمةٍ؛ ممَّا يعكسُ جودةَ ونوعيَّة التعليمِ المقدَّم فِي بلادِنَا.
والزَّائرُ لبلادِنَا يدركُ حجمَ الطفرةِ العمرانيَّةِ فِي وسائلِ المواصلاتِ (سيارة، أتوبيس، قطار، سفن)، التِي أصبحتْ متوفرةً بكثرةٍ، والتِي لم نكنْ نراهَا فِي السَّابقِ.
وختامًا.. لعلَّ الأمنَ والأمانَ الذِي يلمسهُ المواطنُ والمقيمُ، يجعلنَا ندركُ حجمَ النعمةِ التِي ننعمُ بهَا فِي بلادِنَا.