وادي نعمــان .. وادي الحب .. والأراك

وادي نعمــان .. وادي الحب .. والأراك

وادي نعمان... من أكبر أودية مكة المكرمة، ويقترب منها مع امتدادها حيث تقع جامعة أم القرى حالياً بالقرب منه إن لم تكن أخذت جزءاً من وادي نعمان، وارتبط تحديد وادي نعمان بما يلي:-يقع وادي نعمان جنوب عرفة، وتتصل أرضها بجزء منه، ويذكر في الشعر مرتبطاً بها.-لكثرة ما يقال في وادي نعمان يتعدد ذكر منى مع أنه لا يتصل بمنى ولكن ذكر من باب القرب. حيث قال الشاعر أبو حيه النمري متغزلاً:تَضَوَّع مِسْكاً بَطنُ نَعْمانَ إذ مَشَتبه زَيْنَبٌ في نِسوةٍ عَطِراتِتهادَيْنَ ما بينَ الـمُحَصَّب مِن منىًوأقبلنَ لا شُعثاً ولا غَبراتِمَرَرْنَ بِفخٍّ ثم رُحْنَ عشيةًيُلَبّينَ للرحمن مُعْتَمِراتِيُخبئْنَ أطراف البنان من التقىويَقْتُلنَ بالألحاظ مُقتدِراتِ-رُبِطَ موقع وادي نعمان بجبل كبكب ويقع هذا الجبل بين وادي نعمان في الجنوب الشرقي وعرنة في الشمال الغربي، كما اشتهر وادي نعمان بشجر الأراك ولا زال هذا الشجر يغطي جزءاً منه ، قال عمر بن أبي ربيعة ( وهو ابن مكة ) :تخيرتُ من نعمان عودَ أراكةٍلهندٍ ولكن من يبلّغه هندا-وما أكثر الشعراء الذين أثار وجدانهم نعمان فهذا الشاعر أبو الفوارس يتذكر منازله في نعمان ويتذكر شجر الأراك حيث يسمّى وادي نعمان بوادي الأراك :نزلنا بنَعمان الأراكِ وللنّدىسقيطٌ به ابتلَّتْ علينا المطارفُفبتُّ أعاني الوجدَ والركبُ نوَّمٌوقد أخذتْ مني السُّرى والتنائفُوأذكر خوداً إن دعاني إلى النوىهواها، أجابته الدموعُ الذّوارفُلها في مغاني ذلك الشِعْبِ منـزلٌلئن أنكرتْهُ العينُ فالقلبُ عارفُوقفتُ به والدمْعُ أكثره دمٌكأني من جفني بنَعمان راعِفُويذكر جبل نعمان ، وجبلا نعمان ، وجبال نعمان، هذه الجبال ترد في الشعر مع وجود اختلاف في تحديده، ولكن وادي نعمان لا خلاف في تحديد موقعه وفق ما ذكرت سابقاً، وإذا ذكر وادي نعمان فكأنما يُذْكَرُ شعر الحبّ حيث تغنّى به الشعراء كثيراً في الجاهلية والإسلام، وقد يكون وادي نعمان بعيداً عن موطن محبوبة الشاعر ومع ذلك يستشهد به، قال قيس بن الملوح في قصيدته المشهورة:تذكرتُ ليلى والسنينَ الخوالياوأيام لا نخشى على اللهو ناهياألا أيها الركب اليمانون عرِّجواعلينا فقد أضحى هوانا يمانيانُسائِلكُمْ هل سال نَعمانُ بعدناوحبَّ إلينا بطن نَعْمان وادياعهدنا به صيداً كثيراً ومشربابه ننقع القلب الذي كان صادياوقال جرير :لنا فارطَ حوضِ الرسولِ وحوضِنابنعمان والأشهاد ليسوا بغُيّبوقال الفرزدق :دعونَ بقُضبان الأراك التي جَنَىلها الركبُ من نَعْمان أيام عَرّفوايشتهر وادي نعمان بجوّ نظيف ولطيف، حيث نقاء الهواء والنسيم العليل وخاصة في فصل الربيع وتكثر فيه النباتات منها إضافة الأراك أشجار السمر وهو الأكثر والسدر والسلم..الخ قال الشاعر:يا ليلتي بذات الشيح والضالومنبت البان من نعمان عودا ليويا مرابع أطلالي بذي سلملهفي على ما مضى من عصرك الخاليكما تمر بهذا الوادي الشهير عين زبيدة المشهورة حتى تصل مكة المكرمة، ولاتزال خرزات (فتحات) العين موجودة، وقد اقترب وادي النعمان من مكة المكرمة وسيصبح حياً من أحياءها .