موهوبات في «كتاب جدة».. إبداع ينتظر الدعم والتبني

أصبح معرض جدة الدولي للكتاب، الذي أسدل الستار على نسخته الثالثة يوم أمس، منصة مهمة لظهور العديد من المواهب الكتابية الشابة، حيث شهدت منصات التوقيع حضورًا لافتًا لفتيات في بواكير العمر، وطالبات في مراحل التعليم المختلفة، قدمن مؤلفاتهن بكل ثقة للجمهور، وعرضن تجربتهن الأولى في التأليف القصصي، ليجدن الحفاوة من الحضور الكثيف.. تجارب مختلفة أبرز ما فيها أنها نحتت مادتها من صلصال قضايا مجتمعية، رعتها معلمتهن «سحر فيده»، بدأب وصبر وتوجيه، آملة من دور النشر أن تتبنى مؤلفاتهن وتفسح لهن مجالا في مطبوعاتها.. تفاصيل ذلك في سياق هذه السياحة مع ثلاثة أقلام خضر في ساحة الإبداع.

نجوان.. حلم الجنائيات ومكافحة المخدرات في قصة

فحول تجربتها تقول الطالبة نجوان سهيل: بدأت في مجال التأليف منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وقررت أن استعرض تجربتي الأولى في معرض جدة الدولي للكتاب هذا العام، وهذه التجربة تحمل حلمي بين دفاتها، حيث إنني طالما حلمت بأن أعمل في مجال الجنائيات ومكافحة المخدرات؛ هذه الآفة التي دمرت شبابنا، وبما أن المجال غير متاح للفتيات حتى الآن، لذا قررت أن أجسد حلمي في قصة بطلتها تمثلني، استطاعت التغلب على التحديات والعوائق السلبية وإثبات التُهم على مجرم مخدرات إلى أن نال العقوبة التي يستحقها.

وتحكي الطالبة ربى الزبيدي دوافع كتابها قائلة: من خلال مشاهداتي استلهمت مقالات تحدثت فيها عن أولئك المناضلين الذين اضطرتهم الظروف الحياتية والصحية إلى العيش عكس ما يتمنون، ومع ذلك فهم لا ييأسون من التعايش مع الواقع، وجدت قصصهم جديرة بأن تتوج في مؤلف يقرأه الجميع لتعريفهم بمعنى الإيجابية والرضا بالقدر.

لارا.. رحلة إنسانية مع أطفال السرطان

أما الطالبة لارا الآشي فتقول: بعد زيارتي لقسم أطفال السرطان في المستشفى التخصصي تأثرت بمنظر الأطفال، وكيف أن تأثير الأدوية القوي قد أطفأ ملامح براءتهم، ومن خلال محادثاتي معهم ومع ذويهم قررت أن أدوّن ذلك في مؤلف يحتوي على حواراتي معهم، متضمنًا قصص العزيمة والقوة التي استنتجتها عنهم.