1000 نصيحة من "الجنيدي" للمديرين المبتدئين

في مؤلف بلغت صفحاته 120 من القطع الكبير، قدم الكاتب عبدالملك علي الجنيدي 1000 نصيحة إدارية للمديرين المبتدئين في كتاب وسمه بـ"المدير المبتدئ"، الذي قدم له الدكتور سعد عطية الغامدي، واصفًا العبارات التي ضمتها النصائح طي الكتاب بـ"روضة يانعة فيها من الأزهار والثمار ما يشرح الصدر وينعش الفكر، فهي لا تخرج عن انتقاء أو اصطفاء أو استقراء أو إنشاء..".

في مقدمة الكتاب يشير المؤلف إلى أن النصائح الواردة في كتابه هي خلاصة تجربته الإدارية وقراءته في هذا المجال، ولهذا فإن هذا الكتاب يكتسب أهميته بالنظر إلى السجل الحافل في سيرة الدكتور الجنيدي، فهو حاصل على الدكتوراه من جامعة ميرلاند الأمريكية عام 1995م، وعمل مستشارًا بكلية الهندسة، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وعميدًا لكلية المجتمع بجدة، كما عمل مستشارًا بدائرة الخدمات الاستشارية في شركة أرامكو، وتولى منصب عميد معهد البحوث والاستشارات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، التي تولى فيها أيضًا عمادة كلية الهندسة لمدة عامين امتدا من العام 2010 إلى 2012م، كما كانت له تجربة في المجلس البلدي، وترأس هذا المجلس لمدة أربع سنوات في الفترة ما بين 2012 - 2016م، يضاف إلى كل هذا الجهد العملي، عطاؤه في مجال التأليف إذ له أكثر من (100) دراسة هندسية، وله (4) براءات اختراع مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال صناعة النفط، وله (7) مؤلفات في مجالات متفرقة، وتوج كل هذا العطاء بنيله وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى في عام 2004م، حيث قلده إياه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - رحمه الله-.

في ضوء هذه السيرة المحتشدة بالمحطات الثرة جاءت النصائح الـ(1000) لمديري المستقبل، راسمة لهم الطريق نحو تحقيق الغايات الكبيرة، من خلال المحطات والبدايات الصحيحة، وأولها في نصائح "الجنيدي" دوام الابتسام في حضرة الآخرين، حتى لو كان ذلك خلال الحديث عبر الهاتف، وفي أصعب الأوقات، مثنيًا بنصيحة أخرى مفادها أن يبتعد المدير المبتدئ بدائرته عن الصحف ووسائل الإعلام ذات الطرح العنصري أو الطائفي.. وعلى هذا المنوال من الإشارات البارقة والنصائح الموجزة يمضي الجنيدي في طرح خلاصة تجربته في أسلوب إيجازي أقرب ما يكون إلى أسلوب التغريدات، مختتمًا بإلماحة مهمة لمديري المستقبل نصها: "ينتقل الموظفون المتميزون إلى شركات أخرى بسبب قسوة مديرهم"، وطي هذه النصيحة حث على انتهاج أسلوب يجمع بين اللين الذي لا تفريط فيه، والانضباط الذي لا قسوة معه، بما يبقى عجلة العمل مستمرة في أجواء يسودها الاحترام المتبادل والانضباط المتزن.

كتاب "الجنيدي" يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى رؤية المملكة 2030 التي فتحت المجال رحبًا أمام الشباب من الجنسين لتسنم الوظائف القيادية، بما يحتم عليهم أن يتسلحوا بالمعرفة الأكاديمية أولاً، والاستقاء من مشارب ونبع التجارب السابقة، وهي قد جمعت لهم في دفتي هذا الكتاب.