إعادة انتشار القوات الأمريكية في مياه الخليج.. رسائل قوية لنظام الملالي

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العربية مشاورات واتصالات دبلوماسية نشطة ومكثفة عبر كافة العواصم، سعيًا نحو عقد قمة عربية محدودة على هامش القمة الإسلامية، التي ستحتضنها مكة المكرمة في خواتيم شهر رمضان الجاري، تواصل القطع العسكرية الأمريكية تمركزها في مياه الخليج العربي، بعد أن تلقت الموافقة على طلبها بإعادة انتشار قواتها في المنطقة، من قبل المملكة العربية السعودية، وعدد من دول مجلس الخليج العربي، بما وضع المنطقة تحت العين الحارسة للتفلتات الإيرانية، ومحاولتها المستمرة من أجل زعزعة أمن واستقرار المنطقة، بما يفضي إلى ضرب المصالح العالمية جميعها، نظرًا لكون المملكة ودول الخليج تعد المصدر الأهم بالنسبة للطاقة في العالم.. ومن هذه الزاوية يفهم الطلب الأمريكي، وينظر للموافقة عليه، فليست غاية المملكة العربية السعودية، والدول الخليجية التي أبدت الموافقة على إعادة الانتشار، جر المنطقة نحو مواجهة عسكرية، يرى البعض أنها وشيكة الوقوع، فيما يستبعد آخرون، وأيًا كانت هذه التوقعات، فإن المؤكد أن الطلب والموافقة عليها، اقتضهما الظروف الراهنة التي أسهم النظام الإيراني بسلوكه العدواني على خلقها، بما لم يترك مجالاً للعالم، ممثلاً في الولايات المتحدة، غير التحرك لحماية مصالحه، لتأتي الموافقة منسجمة مع روح التعاون المثمر والبناء الذي يسم العلاقة بين المملكة والدول الخليجي من جانب، والولايات المتحدة وحلفائها في الغرب من جانب آخر، منظورًا ذلك الاتفاقات الثانية الهادفة في مجملها إلى ضمان أمن المنطقة، والدفاع عن المصالح المشتركة، بما يضع إادة الانتشار الحالية في سياقها المنطقي والمقروء في إرسال رسائل واضحة وقوية للنظام الإيراني بأن أي مغامرات لن تجد إلا الردع والحسم الفوري، وأي محاولة لزعزعة أمن وسلامة المنطقة، لن تقابل إلا بما يناسبها من ذلك.

وفي ظل هذه الظروف الماثلة، فمن المتوقع أن تشهد القمة العربية المحدودة المتوقعة على هامش القمة الإسلامية طرحًا لهذه القضية، ومناقشتها بشكل مستفيض، يضمن سلامة المنطقة وأمنها، ويوحد الصف العربي والإسلامي ضد الأطماع الإيرانية، والعبث الذي يمارسه نظام الملالي.