البحرين.. لؤلؤة الجمال في حضن الخليج العربي

تقع مملكة البحرين في الجزء الشرقي من الجزيرة العربية، محاطة كلّية بمياه الخليج العربي، حيث يشكلها أرخبيل من جزر كان عددها في البداية 33 جزيرة، بمساحة 665 كيلومتر مربع، ليرتفع إلى 84 جزيرة بفضل ما تم من استصلاح واسع في الأراضي، بما زاد من مساحة البحرين لتبلغ 767 كيلومتر مربع بحلول العام 2008م، وتبرز في هذا الأرخبيل الرائع من الجزر: جزيرة البحرين نفسها، بمساحتها الأكبر، تليها جزيرة المحرّق، ثم أم النعسان، وجزيرة سترة، وغيرها من الجزر الأخرى، التي لا تربطها حدود برية مع أي دولة أخرى.. ويغلب على كل هذه الجزر مناخ صحراوي، بصيف حار جدًا، وشتاء معتدل، وما نسبته 2.82% من الأراضي الصالحة للزراعة، متمتعة بالعديد من الموارد الطبيعية، التي يشكل النفط والغاز الطبيعي العمود الفقري لاقتصاد مملكة البحرين، الذي يشهد نموًا مضطردًا، وازدهارًا في المشاريع الاستثمارية، وتأتي المنتجات البحرية الأخرى، وعلى رأسها الأسماك في المرتبة الثانية من موارد البحرين الطبيعية، بجانب الشعب المرجانية، والسلاحف المائية الكبيرة، والدلافين، وغيرها مما تضج به الحياة البحرية المتسمة بالجمال والتنوع، بما جعل من سواحل مملكة البحرين مقصدًا لهواة الغوص والسباحة، واستكشاف الحياة الطبيعية في أعماق الخليج العربي.

كذلك تتمتع مملكة البحرين بتنوع بيولوجي يتناسب مع طبيعتها ومناخها، ويتألف هذا التنوع من طيور مختلفة الأشكال والأنواع، بعضها مستوطن ومستقر، والآخر مهاجر في المواسم، بالإضافة إلى تشكيلة متنوعة من الغزلان البرية، والمها العربي، والأرانب البرية، وقد سعت قيادة البحرين على مر الحقب والعهود على حماية هذا التنوع البيئي والحفاظ عليه من الانقراض من خلال تشكيل عدد من المحميات؛ ومن أهمها: جزر حوار، وخليج توبلي، ودوحة عراد في المحرق، وجزيرة مشتان، بجانب محمية العرين، التي تضم حديقة للحيوانات المهددة بالانقراض..

حضارة وتاريخ

تضرب البحرين بجذورها عميقًا في التاريخ والحضارة الإنسانية، يرجعها بعض المؤرخين إلى اللفية الرابعة قبل الميلاد، وقد تقبلت أطوار اسمها، ومساحتها على مر هذه الحقب التاريخية، فقد عرفها الإغريق باسم "تايلوس"، كما كان يطلق عليها قبل ظهور الإسلام اسم "أوال"، أما في الكتابات المسمارية القديمة في بلاد الرافدين فقد عرفت باسم "دلمون"، وكانت تتمتع بعلاقات تجارية واسعة مع الشرق والغرب، بل إنها كانت محطة مهمة للتجارة بين الهند وإفريقيا، بفضل موقعها الجغرافي الفريد.. وقفزًا فوق الحقب التاريخية، وصولاً إلى صدر الإسلام، نجد أن البحرين كانت من أوائل الأقاليم العربية التي دخلت في الإسلام، وكان الصحابي العلاء الحضرمي أول واليًا عليها في العام السابع من الهجرة، الموافق 629م.. وكغيرها من الأقاليم الإسلامية، تعاقب عليها العديد من الولاة والحكّام، على مر العصور المعروفة، بل إنها تعرضت للاحتلال البرتغالي عام 1602م، ثم البريطاني من بعد.. إلى أن نالت استقلالها في العام 1971م.. وصارت المنامة عاصمة لها، وكانت قبل ذلك، وتحديدًا في العام 1932م، قد شهدت اكتشاف النفط في جوف أرضها.

ومنذ أن تسنم الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم أميرًا على البحرين في العام 1999م، خلفًا لوالده، فقد شهدت البحرين تطورًّا مذهلاً، ونموًّا اقتصاديًا كبيرًا، وازدهارًا في كافة المجالات، وتحولت إلى مسمى "مملكة البحرين"، بعد استفتاء شعبي عام جرى في العام 2002م.. وخلال هذه الحقب المزدهرة من حكم آل خليفة، ظلت مملكة البحرين في تناغم وانسجام مع محيطها الإقليمي والخليجي على وجه الخصوص، وبخاصة عند تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تتمتع بعلاقات مميزة مع كافة الدول، وعلى وجه التخصيص مع شقيقتها المملكة العربية السعودية، ويقف جسر الملك فهد الواشج بين المملكتين دليلاً على عمق هذه العلاقة الضاربة في الجذور، حيث حرصت المملكة على ضمان أمن مملكة البحرين على كافة المستويات الاقتصادية والأمنية والغذائية، وغيرها، ومن مظاهر التعميق من هذه العلاقة المتميزة يجري التخطيط لجسر آخر مع المملكة يحمل اسم جسر الملك حمد.

وتقوم هيئة البحرين للسياحة والمعارض بالعديد من الاسهامات الكبيرة التي تتعلق بشئون السياحة الوطني في المملكة، من خلال تنظيم المؤتمرات والمعارض التجارية في مملكة البحرين وجذب وتشجيع عقد المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية في المملكة، وإنشاء وإدارة وتسويق وصيانة مراكز للمؤتمرات والمعارض التابعة للهيئة سواء بنفسها أو من خلال الشركات المتخصصة أو ما تؤسسه من شركات بمفردها أو مع الغير لتحقيق أغراضها، ومنح التراخيص للمؤتمرات والمعارض التجارية والإشراف عليها وتقييمها.

ويسعى قطاع السياحة إلى استقطاب الفعاليات العالمية الكبرى إلى المملكة، التي تجتذب أكبر قدر من السياح، والتعزيز من مكانة البحرين كمركز سياحي مهم على مستوى المنطقة والعالم.

كما تهدف الهيئة لزيادة إسهام القطاع السياحي في اقتصاد المملكة، بالتوافق مع الرؤية الوطنية لعام 2030 ولتحقيق أهداف مجلس التنمية الاقتصادي.