كورونا تفشل في تحجيم التعصب الرياضي!

في «وضع محفوف بالمخاطر» كما وصفه وزير الصحة الفرنسي في فرنسا، حيث سُجّلت أكثر من 4500 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، نزل الشباب الغاضبون على هزيمة فريق سان جيرمان أمام بايرن ميونخ إلى الشوارع بلا كمامات! وفي ألمانيا حيث فاز البايرن نزل الشباب الفرحون بالنصر، ومعظمهم دون احترازات!

ومن الواضح أن الأفراح الرياضية في مجال كرة القدم تتجاوز بل تتجاهل كل الاحترازات عند النصر وعند الهزيمة، فقد نزل أنصار الزمالك المصري بكثافة في ضاحيتي المهندسين وميت عقبة للاحتفال بفوز فريقهم على الأهلي الغريم التقليدي، وتوزيع الحلوى والمشروبات والتين الشوكي!

مع ذلك، بقيت الأمور في باريس وميونخ والقاهرة تحت السيطرة في الشوارع، وإن ارتفعت حدتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أما في ليما عاصمة البيرو فقد انفلتت أعصاب المسؤولين الأمنيين وليست الجماهير وحدها، حيث اختلط الحابل بالنابل في ناد ليلي، لتنتهي المشاجرة أو التدافع بمصرع 13 شخصاً بينهم 11 مصاباً بكورونا!

هكذا لم ينجح الفيروس حتى الآن في تهذيب بعض النفوس، وفي تغيير بعض العادات والتقاليد.ومن ذلك ألا يراعي جمهور الفريق الفائز معنويات جمهور الفريق المهزوم، فيستغرق في المكايدة والمعايرة التي تخرج في أحيان كثيرة عن الحدود. والأمر نفسه ينطبق على بعض جماهير الفريق المهزوم، فبدلا من ارسال الورود بروح رياضية ترسل سيلا من العبارات الخارجة أيضا عن الحدود!

والحاصل أنه حتى الآن لم يطرأ شيئا في العالم يمكن أن يطفئ جذوة التعصب الرياضي! لا الحروب التي تجتاح العالم ولا التفجيرات المؤلمة مثل تلك التي شهدتها بيروت، ولا الفيروس نفسه، حال دون الحاح مشجع زملكاوي ينام تحت جهاز تنفس صناعي، في سؤال الممرضة عن حجم اصابة لاعب الفريق محمد عبد الشافي، داعيا له بالشفاء والعودة للملاعب!

كان يسأل وهو لا يدري هل سيعود هو الي الحياة أم لا؟! اللهم اشف جميع المصابين!