كتاب
إنسانية السلام.. وهمجية الحروب العالمية
تاريخ النشر: 22 مارس 2022 21:03 KSA
لقد كانت حادثة قتل قابيل لأخيه هابيل أول حادثة قتل في التاريخ الإنساني، ومع بشاعتها، فإنها كانت محدودة جداً بين أخ وأخيه. ثم لم تلبث معاني الإنسانية التي خلقها الله فيه، من الحب والعطف والرحمة والسكينة والخوف، أن خفتت ليحل محلها نزعات شرسة؛ كالغلظة وإراقة الدماء والدمار وحب الانتقام.. وإيثار للمصالح الخاصة عن المصالح العامة.
وما رأيناه من حروب خلال التاريخ، لهي أكبر دليل على همجية الحروب، فالحرب العالمية الأولى انتهت بخسائر بشرية بلغت 9 ملايين قتيل، وأعداد أكبر من الجرحى والمشوهة أجسادهم.. هذا فضلاً عن إتلاف المحاصيل، ودمار للمدن والمنازل والمباني، وكذلك الحال في الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة ما بين 50- 85 مليون شخص، غالبيتهم من المدنيين، وهي أكبر حرب دموية في التاريخ.
وغالباً ما تبدأ تلك الحروب بين بلدين، ثم لا تلبث أن تنضم دول أخرى للكتلة الشرقية أو للكتلة الغربية، وتمتد الصراعات لتشمل أكثر دول العالم، ويكون الضحية البلدان المسالمة والشعوب التي لا ناقة لها ولا جمل في تلك الحروب.
وما يحدث اليوم في الحرب (الروسية الأوكرانية) يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا ورعباً من القادم، فالصراع بين دولة عظمى مثل روسيا، تمتلك أسلحة نووية وبضغطة زر متهور وبلوغ مرحلة العصبية لفرد، لن يتوانى ودون تفكير بتدمير العالم، مما يُسبِّب أضراراً كونية، قد تمتد آثارها لعقود؛ فامتلاك روسيا للقنبلة الكهرومغناطيسية، وهي ذات قوة تدميرية كبرى، قد تُعيد العالم 300 سنة للوراء، وامتلاك أوكرانيا لمصانع نووية، وأخرى جرثومية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاعدة تشرنوبل، فبالرغم من الكارثة السابقة ولكنها لا زالت موجودة وتحت الصيانة، كما أفادت بذلك وكالة الطاقة الذرية.
ولكن، هل نسي هؤلاء الزعماء الدمار الذي خلَّفته الحروب، والقصف الذري على هيروشيما وناجازاكي عام 1945م التي قتلت الملايين من الأبرياء في تلك البقعة المشؤومة؟.. ولا يزال هناك مشوَّهون ومصابون بالسرطانات حتى يومنا هذا؟!. وهل نسوا القصف النووي في الجزيرة الكورية عام 1953م، وفي فيتنام.. وغيرها من الحروب؟!.. فما نراه اليوم من غطرسة الدب الروسي تجاه أوكرانيا، واستهتار العم سام، وجعل الحرب بالوكالة، يجعلنا نقف مشدوهين من هؤلاء الذين يجرّون الشعوب لويلات الحروب دون اتعاظ لما حدث سابقاً.
الحرب في أوكرانيا شرَّدت أكثر من ثلاثة ملايين شخص حتى الآن، وقتلت مئات الأبرياء، ودمرت المنازل والمباني، حتى أصبحت المدن الأوكرانية، وخاصة (ماريبول)، مدينة أشباح تفوح منها رائحة الموت والبارود.. وحسب التقارير فهي أكثر مما دُمِّر في حرب العراق وحرب أفغانستان.. بل إن آثار الحرب الاقتصادية من ارتفاع لأسعار النفط والغاز والحبوب الغذائية؛ لم يكن في منطقة الصراع فحسب، بل امتد ليشمل العالم بأسره، فارتفع سعر برميل النفط إلى 131 دولاراً، وهو أعلى ارتفاع منذ عام 2008، كما مُنيت جميع الدول بارتفاع لسعر الغاز بأكثر من 45%، حيث تُوفِّر روسيا 40% من واردات الغاز الأوروبية.
وإذا كانت العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا قد أتت أُكلها، حيث حرمت روسيا من 300 مليار دولار من احتياطي العملات الصعبة، فإن الدول الأوروبية، بل والعالم أجمع، قد انتابها وجع اقتصادي كبير، وهناك تأثيرات على سلاسل الإمدادات للغذاء على مستوى العالم والشرق الأوسط تحديداً، الذي يستورد معظم وارداته من القمح والشعير والذرة من روسيا وأوكرانيا، كما في المغرب، والجزائر، وسوريا واليمن.. فارتفاع الأسعار هو إضرار بالإنسان على المستوى العالمي.
ولكن السؤال الكبير: هل دول الشرق الأوسط مستعدة لمواجهة هذه الحرب اقتصادياً؟، فمنطق إدارة الأزمات والكوارث يُحتِّم عليهم اللجوء للاكتفاء الذاتي، والتبصُّر والتخطيط، لتحقيق التنمية والتكامل والأمن الغذائي لشعوبهم، حيث تمتلك هذه البقعة من العالم الكثير من المقومات الاقتصادية في كافة المجالات، ولابد أن تمتد التجارة العربية لإفريقيا لتستفيد من مُقوّماتها.
ما تتطلع إليه الشعوب هو تحكيم العقل، وأن تُثمر وساطات الصلح إلى السلام كخطوة إيجابية، تُدعَم من هيئة الأمم المتحدة، لنزع فتيل الحرب، ولتحقيق الأمن والسلم العالمي.
وما رأيناه من حروب خلال التاريخ، لهي أكبر دليل على همجية الحروب، فالحرب العالمية الأولى انتهت بخسائر بشرية بلغت 9 ملايين قتيل، وأعداد أكبر من الجرحى والمشوهة أجسادهم.. هذا فضلاً عن إتلاف المحاصيل، ودمار للمدن والمنازل والمباني، وكذلك الحال في الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة ما بين 50- 85 مليون شخص، غالبيتهم من المدنيين، وهي أكبر حرب دموية في التاريخ.
وغالباً ما تبدأ تلك الحروب بين بلدين، ثم لا تلبث أن تنضم دول أخرى للكتلة الشرقية أو للكتلة الغربية، وتمتد الصراعات لتشمل أكثر دول العالم، ويكون الضحية البلدان المسالمة والشعوب التي لا ناقة لها ولا جمل في تلك الحروب.
وما يحدث اليوم في الحرب (الروسية الأوكرانية) يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا ورعباً من القادم، فالصراع بين دولة عظمى مثل روسيا، تمتلك أسلحة نووية وبضغطة زر متهور وبلوغ مرحلة العصبية لفرد، لن يتوانى ودون تفكير بتدمير العالم، مما يُسبِّب أضراراً كونية، قد تمتد آثارها لعقود؛ فامتلاك روسيا للقنبلة الكهرومغناطيسية، وهي ذات قوة تدميرية كبرى، قد تُعيد العالم 300 سنة للوراء، وامتلاك أوكرانيا لمصانع نووية، وأخرى جرثومية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاعدة تشرنوبل، فبالرغم من الكارثة السابقة ولكنها لا زالت موجودة وتحت الصيانة، كما أفادت بذلك وكالة الطاقة الذرية.
ولكن، هل نسي هؤلاء الزعماء الدمار الذي خلَّفته الحروب، والقصف الذري على هيروشيما وناجازاكي عام 1945م التي قتلت الملايين من الأبرياء في تلك البقعة المشؤومة؟.. ولا يزال هناك مشوَّهون ومصابون بالسرطانات حتى يومنا هذا؟!. وهل نسوا القصف النووي في الجزيرة الكورية عام 1953م، وفي فيتنام.. وغيرها من الحروب؟!.. فما نراه اليوم من غطرسة الدب الروسي تجاه أوكرانيا، واستهتار العم سام، وجعل الحرب بالوكالة، يجعلنا نقف مشدوهين من هؤلاء الذين يجرّون الشعوب لويلات الحروب دون اتعاظ لما حدث سابقاً.
الحرب في أوكرانيا شرَّدت أكثر من ثلاثة ملايين شخص حتى الآن، وقتلت مئات الأبرياء، ودمرت المنازل والمباني، حتى أصبحت المدن الأوكرانية، وخاصة (ماريبول)، مدينة أشباح تفوح منها رائحة الموت والبارود.. وحسب التقارير فهي أكثر مما دُمِّر في حرب العراق وحرب أفغانستان.. بل إن آثار الحرب الاقتصادية من ارتفاع لأسعار النفط والغاز والحبوب الغذائية؛ لم يكن في منطقة الصراع فحسب، بل امتد ليشمل العالم بأسره، فارتفع سعر برميل النفط إلى 131 دولاراً، وهو أعلى ارتفاع منذ عام 2008، كما مُنيت جميع الدول بارتفاع لسعر الغاز بأكثر من 45%، حيث تُوفِّر روسيا 40% من واردات الغاز الأوروبية.
وإذا كانت العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا قد أتت أُكلها، حيث حرمت روسيا من 300 مليار دولار من احتياطي العملات الصعبة، فإن الدول الأوروبية، بل والعالم أجمع، قد انتابها وجع اقتصادي كبير، وهناك تأثيرات على سلاسل الإمدادات للغذاء على مستوى العالم والشرق الأوسط تحديداً، الذي يستورد معظم وارداته من القمح والشعير والذرة من روسيا وأوكرانيا، كما في المغرب، والجزائر، وسوريا واليمن.. فارتفاع الأسعار هو إضرار بالإنسان على المستوى العالمي.
ولكن السؤال الكبير: هل دول الشرق الأوسط مستعدة لمواجهة هذه الحرب اقتصادياً؟، فمنطق إدارة الأزمات والكوارث يُحتِّم عليهم اللجوء للاكتفاء الذاتي، والتبصُّر والتخطيط، لتحقيق التنمية والتكامل والأمن الغذائي لشعوبهم، حيث تمتلك هذه البقعة من العالم الكثير من المقومات الاقتصادية في كافة المجالات، ولابد أن تمتد التجارة العربية لإفريقيا لتستفيد من مُقوّماتها.
ما تتطلع إليه الشعوب هو تحكيم العقل، وأن تُثمر وساطات الصلح إلى السلام كخطوة إيجابية، تُدعَم من هيئة الأمم المتحدة، لنزع فتيل الحرب، ولتحقيق الأمن والسلم العالمي.