Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لم يكذب ابنك يا سيد سمير

عندما عاد الإمام محمد عبده قبل أكثر من ثمانين عاماً إلى مصر بعد زيارته لانجلترا وفرنسا، سئل عن انطباعاته عن الزيارة، فقال قولته المشهورة: (وجدت الإسلام هناك ولم أجد المسلمين)، وعن الحديث النبوي: هل

A A

عندما عاد الإمام محمد عبده قبل أكثر من ثمانين عاماً إلى مصر بعد زيارته لانجلترا وفرنسا، سئل عن انطباعاته عن الزيارة، فقال قولته المشهورة: (وجدت الإسلام هناك ولم أجد المسلمين)، وعن الحديث النبوي: هل يكذب المؤمن قال: لا.. إلخ. أسوق هذا الأمر بعد أن فرغت من مشاهدة أحد الأفلام الأمريكية، وكيف استطاع كاتب السيناريو والمخرج تجسيد فداحة الكذب، والنتائج الوخيمة المترتبة عليه، وكيف كانت قسوة القانون على من يكذب. لعل ما حدث في قضية ووترجيت قبل ثلاثة عقود، وما يتردد الآن عبر الأخبار العالمية عن قضية مردوخ في بريطانيا، ومحاكمته بسبب كذبه على البرلمان، وغير ذلك من القصص المماثلة ما يدلل على فداحة الكذب في المجتمع الغربي الذي يتهمه بعضنا بنعوت قد لا يحسن ذكرها هنا، ولأن ما نراه في عالمنا العربي والإسلامي في شأن الكذب، أمر يندى له الجبين. قبل أكثر من عقد من الزمن وأثناء زيارة صديق عزيز، حدثني عن انزعاجه لما سمع عن عزم الجامعة التي يدرس فيها ابنه في أمريكا على طرده، وكان يقول: لقد اخترت هذه الجامعة بالتحديد لأن فيها قسماً داخلياً، وتعامل طلابها على الطريقة العسكرية في الانضباط، وتهدف ضمن رسالتها تهذيب سلوك الطالب، فاتصل الصديق بالجامعة، وأحالوه إلى المسؤولة عن الطلاب الوافدين، وأخبرها بما سمع، فنفت على الفور أن يكون هذا الإجراء سوف يتخذ ضد ابنه الذي تعرفه جيداً، وأخبرته بالحقيقة، وهو أنه عوقب مرتين، لعدم نزوله من غرفته إلى ساحة التدريب في الوقت المحدد، والمرة الأخرى لعدم وضع بيجامته في الدولاب المخصص، وظلت تردد عليه: إنه محل احترامنا، وأنا على يقين أنه سوف لن يردد ما فعله، وإذا فعل فالعقاب يعرفه سلفاً، وهو الحرمان من الخروج في عطلة الأسبوع، والمشاركة مع زملائه، أما ابنك يا سيد سمير فلم يكذب حتى يمكن أن يعاقب بالفصل من الجامعة.. انتهى.
في هذا السياق حدثتني ابنتي روابي التي تدرس في جامعة ألبرتا بكندا بأن الامتحانات تجري كالمعتاد في نفس قاعات الفصول، وليس هناك رقيب، حتى أستاذ المادة يمكن أن يختفي ويذهب لاحتساء القهوة، أو قضاء بعض أعماله وهو مطمئن أنه لن يكون هناك غش، لأن هذه المسألة ببساطة معقودة على الطلاب أنفسهم، فالرقابة ذاتية، ولن يسمح أحد منهم للآخر بارتكاب هذا الفعل المشين.
ما أجمل النظام وتطبيقاته الرادعة، ولأن من أمن العقوبة أساء الأدب.
فاكس: 026980564
Qadis@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store