Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القرآن الكريم ... ما لهذا أنزل

القرآن كلام الله عز في عُلاه وأنزله على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً ) { 23 } الإنسان .

A A
القرآن كلام الله عز في عُلاه وأنزله على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً ) { 23 } الإنسان . وتلقاه صلوات الله وسلامه عليه من الحكيم العليم ( وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) { 6 } النمل ، وهو ميسر للذكر والموعظة ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) {17 } القمر ، وأمر الله المسلمين بتعظيمه وإجلاله طلباً للرحمة ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) { 204 } الأعراف ، ويجب التفكر فيه ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) { 43 ، 44 } النحل .
وكلام الله تعالى شأنه فيه تنبيه للغافلين ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) { 3 } يوسف ، والقرآن لو أنزل على جبل لخشع وتصدع ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) {21 } الحشر ، وأمرنا بالسجود حال قراءة أو سماع بعض الآيات ( وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ) {21 } الإنشقاق .
وما سبق جزء من التوضيح من لدن العلي العظيم حول القرآن ومكانته وقدسيته وللأسف الشديد نرى من يستخدمه لترويج بضاعته . فمتى كان القرآن الكريم كلام رب العباد وسيلة لترويج السلع والكتب والأشرطة الدينية ؟ ! وما أقصده بعض أولئك الذين تخصصوا في بيع الأشرطة الإسلامية ولأنك إذا مررت بسوق هُمْ فيه تسمع صوت القرآن من داخل محلاتهم إن لم تكن الميكرفونات خارج بعض تلك المحلات وصوت القرآن يعلو ليدلل على محلاتهم ، وفي السوق من يتكلم ومن يمشي غير مبال ومن هو غير ملتفت للآيات ومعانيها وغير متدبر فيها عدا عن وجود المدخنين والمتبرجات من النساء وفعلاً ليس هذا مكان وضع سور وآيات من القرآن تُقرأ وبصوت عالٍ والقرآن لم ينزل لتسويق البضائع وإن كانت أشرطة دينية أو كتبا إسلامية أو حتى أشرطة مسجل عليها كلام الله ، والأدهى تجد أن صاحب المحل أو البائعين في المحل يتداولون الكلام بلا اهتمام ولا إنصات للقراءة « لا حول ولا قوة إلا بالله « ، وكذلك بتنا ندخل السوبرماركت والهيبر ماركت وبعض المحلات التجارية ونجد صوت القرآن في الميكرفون ، وأغلب المتسوقين غير منصتين له ولا متدبرين لمعانيه وأحكامه ، وحينما اعترضت على مسؤول في أحد المحلات التجارية قال لي أحد الموظفين المرافقين للمسؤول من فرط جهله يا أخي القرآن يُقرأ في الحرم والمساجد ولم يعترض أحد ، فقلت له لم استمع إلى أحد الحرمين أو أحد المساجد يعلو فيه صوت القراءة بالقرآن في غير صلاة ، ظناً منه أني أعترض على ذات قراءة القرآن ، وأضاف لم يعترض أحد غيرك ، قلت اعتراضي بحجة وليس عبطاً بل تعظيماً للقرآن وتقديساً له لأنه كلام المولى الكريم ولم ينزل لمثل هذا . وأصابت العدوى المقيمين المتخلفين بائعي الكتب والأشرطة والخردة أمام المساجد يُروِّجون بضاعتهم برفع صوت القرآن ، وبهذا فعلاً تكون الإقامة لحروف القرآن وليس لحدوده بل استخدامه وسيلة ليس فيها تعظيم وتقديس له .
وليس معنى كلامي هجر القرآن حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) { 30 } الفرقان ، بل نقرأه ونداوم على قراءته ونستمع له ونتدبر معانيه ونرضخ لأوامره ، سواء بالإتيان لما أوجب و بالترك لما نهى عنه ، والمسلم المؤمن يرتفع قدره بما لديه من قرآن فقد ، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده يا رب ارض عنه فيرضى عنه ويُقال له اقره وارقه ويزداد بكل آية حسنة ) المستدرك على الصحيحين ، ويجب تعلمه وتعليمه لقول من صلى عليه ربه قبلنا صلى الله عليه وسلم ( أفضلكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه ) ، والغبطة محمودة في صاحب القرآن لقول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو يُنفقه آناء الليل وآناء النهار ) صحيح البخاري . والمقصود هنا تمني أن يكون الشخص مثله ، وليس المقصود تمني زوال النعمة عنه ، بل من يقرأه وهو ليس ماهراً به له أجران لقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأُه وهو يشتد عليه له أجران ) ابن حبان والترمذي وغيرهما .
وأطالب الجهة المختصة بمثل هذا الأمر التدخل ومنع المتاجرة بكلام الله إجلالاً وتعظيماً له ، ولكي لا يكون كلام الله وسيلة لترويج البضائع ، ولا يكون علو صوت القرآن دلالة فقط على أننا «إسلاميون ملتزمون» ، خاصة أن الوضع هذا قد استشرى في أغلب مدن بلدنا الحبيب وإذا ما كلمت أحدهم أو ناصحته اعتقد أنك ضد الدين وضد وضد... هدانا الله وهداهم لما يحب ويرضى .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store