رسل السلام من مملكة السلام

إنها مبادرة جديدة ضمن سلسلة طويلة من مبادراتك يا خادم الحرمين، يا ملك الإنسانية والسلام لخدمة السلام العالمي ونشر قيم الحوار البناء والتواصل السلمي والعطاء والتكافل بين الشعوب، إنها رسالة عالمية سيكون لها الكثير من الأثر الإيجابي على محاربة العنف والخوف والاستبداد ورسالة أخرى تشع بنور الاسلام وعدله ووسطيته التي بنيت عليها تعاليمه وقيمه وبمادئ لكن البعض شوههها، إنها رسالة إشعاع سيذكرها العالم رغم أنف أعداء السلام، وستطفي رسائل الشر والهدم والعداوة التي حاول البعض منا أن ينشرها ولا يزال يبحث عن سبل جديدة لذلك.
أنها رسالة جديدة بعثتها للعالم ولكن بصورة مختلفة لا تقوم على الشعارات الفضفاضة والمبادئ البراقة بل على الممارسة الحقيقية بقيم أصيلة ومبادئ أساسية لدين حنيف، إنها رسل السلام التي أوعزت بها الى القائد التربوي الفذ الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم ليكون قائدا لمسيرة السلام وهو أهل لتلك القيادة وكفيل بأن ينشرها ناصعة بيضاء كما أردت يا خادم الحرمين الشريفين هذه الرسالة العظيمة التي ستنطلق بإذن الله في سبتمبر المقبل بأمرك الكريم وبالتعاون والاتفاق مع ملك السويد حيث تقوم على ربط عمل الكشافة ونموذج المعرفة العالمي المستلهم من جامعة الملك عبدالله (كاوست) التي تشهد ولادة (رسل السلام) من على أرض السلام وتحديدا من ارض الجامعة حينما يشارك 2000 كشاف من داخل المملكة مع 1500 كشاف من الخارج هم ممثلون لأكثر من 80 دولة ليكونوا رسل سلام إلى العالم لنشر القيم الفاضلة والمبادئ النبيلة ونشر قيم الحوار والتعايش السلمي ونبذ العنف والهدم والقتل.
كم نحن سعيدون بهذه المبادرة الإنسانية الفاضلة من ملك حمل لواء العدل والمساواة ونبذ العنف والقتل ونشر الفضيلة التي حثت عليها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف واتخذتها منطلقات أساسية للدعوة إليه وقد كانت كذلك عندما فعّلت كما جاءت بها السماء لكن البعض استطاع أن يمارس هدمها من خلال جهله بعظم محتواها والتماسه سبلا مظلمة لاتمت إلى تلك التعاليم السمحة بأي صلة فتشوهت الصورة الناصعة لتلك القيم.
ان تلك المبادرة العظيمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله وتولى قيادتها وسبل تنفيذها الأمير المبدع فيصل بن عبدالله صاحب المبادرات الحديثة في نظام التعليم والتي سنرى بحول الله أثرها قريبا على مخرجات تعليمنا والتي تنطلق جميعها من مرتكزات مشروع تطوير التعليم الذي وجه به قائدنا خادم الحرمين وأنا على يقين تام أن الوزير الأمير سوف يكون خير يد تصلح نظام التعليم كونه الأقرب والأكثر إداركا لتوجهات خادم الحرمين الشريفين وسنرى ذلك قريبا. وما مبادرة رسل السلام الا واحدة من سلسلة طويلة من عمليات الإصلاح التربوي التي نتأمل لها نتائج تترك لها الكثير من الأثر على معترك الفكر في الداخل ومنطلقات الفكر في الخارج.
وفقك الله يا سمو الأمير في أداء تلك الرسالة السامية وانطلق ولا تنظر الى الخلف وتأكد أن الكثير جداً من أبناء هذا الوطن يقفون خلفك دعماً مباشراً وغير مباشر وأن الدعوات تلاحقك بأن يوفقك الله لتحقيق توجهات ورؤى ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز.
ثم يبقى الختام يا سمو الأمير وهو أن يحسن انتقاء من يمثل رسل السلام وقبل ذلك يحسن وضع الرؤية والأهداف والبرامج والآليات التي يقوم عليها عمل (رسل السلام) والله تعالى من وراء القصد.