Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«إنه السلاح الفتاك»

من مدينة لكنو بالهند تصدر مجلة البعث الإسلامي كل شهر.

A A
من مدينة لكنو بالهند تصدر مجلة البعث الإسلامي كل شهر. وقبل ما يربو عن عشر سنوات استوقفتني مقالة في الصفحة الأخيرة بعنوان: «السلاح الفتاك الذي أغفلته الأمة» للدكتور عصمت الله عناية الله الأستاذ في جامعة إسلام أباد ويعبر عن ما آلت إليه حال الأمة الإسلامية وعن الضعف والهوان الذي ابتليت به بسبب الصراعات الداخلية والصراعات المتجددة بين حكامها وشعوبها، رغم الفارق في العدد والقوة بكل معاييرها ومعانيها ومجالاتها مما يجعل هذه المرحلة التي تعيشها الأمة في حيرة من أمرها دون أن تجد حلًا لمشاكلها وقضاياها رغم أنها تملك أفتك الأسلحة وأحدثها وأقدمها معًا، استخدمها المضطهدون والمظلومون والمستضعفون على مر العصور فوجدوها أنفع الأسلحة وأفتكها.
هناك وسائل عديدة تستخدم لمعاقبة المعتدي منها المقاطعة وإهماله (والله يمهل ولا يهمل) فإن كان تاجرًا فالمقاطعة الاقتصادية مطلوبة، في الوقت الذي أباح الله للمظلومين أن يجهروا بالسوء من القول والآية الكريمة تؤكد ذلك (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) وسيد الخلق يقول: (من دعا على من ظلمه فقد انتصر)، وفي الحديث فيما معناه دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه، وأيضًا إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، يا له من تشريع محكم استخدمه رسول الله في غزواته.. ودعاؤه يوم بدر يعرفه الجميع.
يقول الدكتور عصمت الله عناية الله في مقاله: (وتسمية الدعاء سلاح كان معروفًا لدى علماء الأمة وصالحها بل هو من أقوى أسلحة المؤمن وأفتكها عندهم، كانوا يعرفونه ويحسنون استخدامه، ويحثون إخوانهم المسلمين على اتخاذ هذا السلاح، فيكثرون منه ويصيبون به في مقاتل الأعداء، واستشهدوا بما قاله ابن عباس رضي الله عنه: (نعم سلاح المؤمن الصبر والدعاء) وفي المقال يتحدث عن مقامات الدعاء، وما يستحب من الدعاء، وآداب الدعاء، وأوقات الدعاء، والأماكن المأثورة التي يستحب عندها الدعاء، لقد استوقفتني الآيات الكريمة في سورة البقرة من الآية (182- 187) وكلها في أحكام الصيام إلا واحدة جاءت بين هذه الأحكام وهي الآية الكريمة (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان.. الآية)، وهو أمر يستحق التوقف والتحري ربما لفضل شهر الصوم على سائر الشهور، وأهمية الدعاء فيه لاسيما وأن فيه ليلة خير من ألف شهر، وقد يكون للعلماء والمفسرين، تفسير آخر، من منا لا يرتدع ولا يهاب من الدعاء، فمن وجد نفسه مظلومًا واستحالت سبل الإنصاف فالدعاء سلاح فتاك، وسيجيب الله من لجأ إليه ولو بعد حين، فلنتعظ ونذكر بعضنا بعضًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store