حديث الأربعاء

* عامل تستقدمه شركات النظافة من أقصى الدنيا، يعمل في حرارة جو لا يطاق ويتقاضى مرتباً شهرياً لا يزيد على ثلاثمائة ريال، يسكن في عنبر كعنابر الأغنام خالٍ من الشمس والهواء، يشاركه فيه عشرات الناس.. وسمسار من بلده يقاسمه المرتب الضئيل لكي يوفر له عملاً في هذه البلاد.
* وآخر يستقدم عاملة من أقاصي الدنيا أيضاً، تشقى في منزله ليل نهار، تحت وابل من الشتائم وأحياناً الضرب والتعذيب.. يسرق حقها فلا يعطيها أجرها، يفتعل أمراً، ويذهب بها إلى الترحيل شاكياً، تغادر إلى بلادها مجبرة وليس في يدها شيء.
* وأم تجد وراءها نصف دزينة من العيال تطرق في عز الظهيرة باب منزل، وتطلب طعاماً وماء لصغارها، يطل صاحب المنزل من الشرفة، فيصب جام غضبه عليها لما سببته من إزعاج، أما حارس الباب، والمضطهد هو الآخر، فلما رأى سيده غاضباً، أخذ يبعد الست بيده تحت وابل من الألفاظ الشائنة.
* أطفال.. بنات وأولاد، تجيء بهم جماعات من الخارج في مواسم الهجرة إلى الحجاز للعمل في الشحاتة، ينتشرون في شوارع المدن ليل نهار، لا ينالهم من الهبهبة غير لقمة، أما الحصيلة فتذهب إلى جيوب الظالمين المتاجرين.
ولجان باسم محاربة التسول، تؤثر الصمت، لا ترى.. لا تسمع.
وكل عام وأنتم بخير.