Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما بين المردود المالي والديني

ياخـادم الحـرمين الشـريفين ونحن على مشـارف توديع هـذا الشهـر المبارك أعـاده الله عليكم وعلى بلادنـا الغاليـــــة وهي تعيش نعمـة الأمن والإستقرار بفضل الله ثم بفضل سهـركم وسهـر سـاعديكم سمو سيدي ولي ال

A A
ياخـادم الحـرمين الشـريفين ونحن على مشـارف توديع هـذا الشهـر المبارك أعـاده الله عليكم وعلى بلادنـا الغاليـــــة وهي تعيش نعمـة الأمن والإستقرار بفضل الله ثم بفضل سهـركم وسهـر سـاعديكم سمو سيدي ولي العهد وسمو النائب الثاني رعاهم الله ...شهـدكم العالم وأنتم تدشنون أكبر المشـاريع لخــدمة حجـاج بيت الله الحـرام ومعتمريـــــه للبدء بأكبر توسعة تاريخية للحرم المكي حيث سيستغرق انجاز المشروع ست سنوات بكلفة تصل الى 80 مليار ريال لتصل بذلك القدرة الإستيعابية للحرم الى 1.6 مليون مصل في وقت واحد ....
فجـزاكم الله عنهم وعن الإسلام خير الجـزاء وتقبل الله أعمـالكم الخيرة وجعلكم دوماً الخيمـة الحانيـة على أبنـاء ومقيمي هـذا البلد الأمين .
كما دشنتم مشروع اعادة تنظيم الأحياء العشوائية في مكة المكرمة إضافة الى إنشاء بنى تحتية حديثة وخطة سير متطورة مع كل ما يستتبع ذلك من استحداث طرقات وشوارع جديدة وسكك حديد ومنشأت عامة تكفل للمعتمر او الحاج طيب الإقامة وسهولة التنقل .
كنت في احـد المطـارات الغربيـــة أنتظـر رحلة العـودة وأنا أشـاهد عبر التلفـازمع غيري من الركاب الأجانب -كل منتظـر طائرته- حفل تدشين هـذه المشـاريع الجبارة ..وإذا البعض من الحضور يتحدث عن النتائج الماليـة التي ستحصدهـا الحكومـة السعـودية من هــذه الإستثمـارات ...معتقدين أن هـذه مشـاريع إستثمـارية تسعى الدول إلى تحقيق دخل مادي منهـا ،
ويعتقدون أن السلطات السعودية تحقق ارباحاً طائلة مما اصطلح على تسميته بلغة اقتصادية « السياحة الدينية « ، وأن أي عمل توسعة للحرم المكي او للمسجد النبوي الشريف انما هو شكل من اشكال الإستثمار الحكومي لزيادة العائدات عملاً بالقاعدة الذهبية القائلة بأن زيادة العائدات في قطاع ما يستوجب تحسين الخدمات وتطوير المنشأت والأجهزة .
ولكن فات على هؤلاء ان الدولة السعودية تدفع دائماً من موازنتها كل تكاليف التطوير والتحديث دون ان تكسب لقاء ذلك أي مردود مالي منطلقة من قناعة رسخها المغفور له الملك عبد العزيز وعمل على تكريسها ورثة عرشه الميامين دون استثناء والذين لا هم لهم إلا كسب مرضاة الله ونيل ثوابه والعمل على نشر دينه .
وجدت من واجبي أن أشـرح لهـم ان الحكومـة السعـودية بكافـة أجهـزتهـا الخدميـة تشـرف بتقديم الغالي والنفيس لخدمة بيت الله الحـرام ومسجد نبيـه عليه أفضل الصلاة والتسليم ..شـارحاً لهـم بكل إعتزاز أن العائدات التي يحققها السعوديون في موسم الحج تصل الى نحو 35 مليار ريال فيما تصل عائدات العمرة الى اكثر من نفس المبلغ تتقاسمها الفنادق والمطاعم وشركات السفر الجوي والنقل البري وبائعي الهدايا والتذكارات والمؤسسات الناشطة في إطار تأمين الخدمات المتعددة والمتنوعة لزائري الأماكن المقدسة .
والمتوقع بعد إنجاز التوسعة الجديدة ان تزيد عائدات الحج والعمرة عن المبالغ المنوه عنها اعلاه وأن يتم توفير فرص عمل جديدة لآلاف المواطنين .
فالله سبحانه قد حبا هذه المملكة بأشرف المقدسات وأنزل على ارضها رسالة الإسلام الحنيف ، وانتقى خيرة ابناء البشر ليكون مبلغاً ورسولا ، وأغناها بما وهبها من ثروات وطاقات .
وبذلك يصبح التفكير بتحقيق أي مردود مالي هو تفكير هزيل ومحدود ومتواضع لأن المردود الحقيقي الذي يسعى اليه اولياء الأمر هو ان ينالوا دعاء ملايين المؤمنين ممن يؤمون الأماكن المقدسة لتأدية شعائرهم تقرباً لله ولرسوله وليس لمال ولا لبنين ولا لجاه او سلطة .
وإذا كان شرف خدمة الإسلام والمسلمين قد اتيحت لأولياء الأمر في المملكة فلا ضير لو استفاد المواطنون من نتائج توسعة حصلت هنا او أخرى جرت هناك لطالما ان الهدف الأسمى ، أي خدمة الدين ، قد تحقق دون منة او غاية شخصية او منفعة ذاتية .
والعاملون بلغة الأرقام قد يستغربون ذلك لأنهم يعتبرون السياحة الدينية فرصة لتحقق الدولة المزيد من المكاسب المالية ، ولكن لو ادركوا كنه الإسلام وأبعاد رسالته لزال الإستغراب خاصة إذا علموا ان من يكنز الأموال انما تذهب بذهابهم ، وأن من يكنز الحسنات ترافقه اينما حل .
جزاكم الله خير ماجزى به سيد البشـرية محمد بن عبدالله وتقبل الله أعمـالكم وطاعاتكم متضرعاً وكل مسلم في بقاع الأرض ممن تتجه أفئدتهم إلى مكـة المكـرمة بالدعاء والإبتهـال بأن يجعلكم وإخوانكم سنداً لخـدمة الإسلام والمسلمين ،
وأدام الله عــز ورفعــــة هـذا الوطن الغالي وحمـاه الله وحــرســه بعينه التي لاتنـام .
أنه نعـم المولى ونعـم النصير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store