وداع بثقافة جديدة..!

ودعنا شهر رمضان، شهر العبادة والمودة والفضل والإحسان، ولاشك أنه وداع حزين؛ لأن ذلك الشهر بما فيه من روحانية وتعبد وصبر وعمل يقدم للإنسان ثقافة وعبرا ودروسا في فهم معنى الحياة وقيمها العليا؛ وبالتأكيد، ليس كل إنسان يلتقط تلك القيم أو يحاكيها أو يتقمصها ويتلذذ بفعلها.
فهناك من البشر من مر رمضان عليه مرور العابرين!.. وهناك من جعله فضاء للسياحة وتبادل الزيارات، ولكل من حظه نصيب!
والسؤال، ما مدى انعكاس ذلك الشهر العظيم على ثقافة أولئك الذين عمروا أوقاتهم بالغيبة والنميمة والحقد..؟ وهل هذب رمضان ثقافتهم وقوم اعوجاجهم في مضمار حياتهم المفعم بالعثرات والانتكاسات الأخلاقية والثقافية؟!
إنه تساؤل عريض؛ والإجابة عليه يعرفها الأشخاص الذين ضيعوا فرصة عظيمة للخروج من قدسية ذلك الشهر بثقافة جديدة، وحياة أكثر حبا وعملا وتفاؤلا، وحتما فإنه إلى جانب العبادات والواجبات العقدية التي يعرفها الإنسان المسلم، تبقى الحاجة قائمة إلى التحلي بثقافة الإنسان المدني، الثقافة التي تجعله واثقا من نفسه، واضحا في تعامله، كبيرا في تصرفاته، نبيلا في توجهاته وأهدافه.
بلى، رحل رمضان ويجب أن تبقى قدسيته وثقافته راسخة في أقوالنا وأفعالنا وفي جميع شؤون حياتنا، أما من لم يقتبس من ثقافة رمضان فضلا جديدا فقد فوت على نفسه ثقافة ترتقي به وتجعله في مصاف الأنقياء والأتقياء.

ريادة وقيادة

أعتد كثيرا بالمراكز والمعاهد والمؤسسات المدنية الحديثة غير الربحية التي تجعل الرقي بالثقافة بمفهومها الحضاري والشامل هدفا لأعمالها وإنتاجها، ومن تلك المعاهد معهد المدينة المنورة للقيادة والريادة، والمعهد مؤسسة غير ربحية تهدف إلى الإسهام بمنهج علمي في تطوير المهارات القيادية والإدارية لفئة كبار الموظفين في القطاعين الخاص والحكومي، كما إنه من المؤسسات غير الهادفة للربح في العالمين العربي والإسلامي.
إنني أحيي توجه ذلك المعهد بقيادة مديره التنفيذي الدكتور محمد مصطفى محمد، وكافة زملائه، وأشيد بدعمهم للحراك الثقافي لإعداد جيل مثقف قادر على الإبداع والتغيير الإيجابي في جميع المجالات.
Salh2001@yahoo.com