Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كل عام وأنتم بخير

كان المسلمون يتلهفون لقرب حلول شهر رمضان المبارك منذ بزوغ هلال شهر شعبان، الذي يسمّونه بالحجاز شهر «قصير»، وسبب التسمية هو انشغال الناس بهذا الشهر باستعدادات لاستقبال شهر الخير والبركة في أمور كثير

A A

كان المسلمون يتلهفون لقرب حلول شهر رمضان المبارك منذ بزوغ هلال شهر شعبان، الذي يسمّونه بالحجاز شهر «قصير»، وسبب التسمية هو انشغال الناس بهذا الشهر باستعدادات لاستقبال شهر الخير والبركة في أمور كثيرة، لا يتسع المجال لذكرها. أمّا الأجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية فتستنفر كل قواها استعدادًا لخدمة المعتمرين والزوّار من داخل المملكة وخارجها؛ إيمانًا من قيادتها الموفقة بالواجب نحو هؤلاء الذين تجشّموا مصاعب السفر، ليحظوا بعمرة في هذا الشهر المبارك، التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها تعادل حجة. فيا له من فضل كبير على الخادم والمخدوم. يستحث المسلمين للفوز بهذه المكرمة العظيمة. ونظرًا لسهولة المواصلات، ولتوفر جميع وسائل الراحة بالحرمين الشريفين تزداد أفواج المعتمرين سنويًّا؛ ولذلك على الرغم من حجم الاستعدادات التي توفرها الدولة، إلاَّ أن ما حصل من ازدحام هذا العام طيلة شهر رمضان، وما سببه من ضغط على الأجهزة التنفيذية لم يسبق له مثيل، حيث قُدّر أن عدد المعتمرين من الداخل والخارج بحوالي ثلاثة عشر مليونًا؛ ممّا يتطلّب بتقديري اتخاذ الآتي:
1- تقليص عدد المعتمرين في شهر رمضان ليخفف ما حصل هذا العام، حتى تتم التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله.
2- إعادة النظر في معالجة وضع المعتمرين والزوار الذين يفترشون الحرمين الشريفين في العشر الأواخر من الشهر بأن لا يسمح بغير المصرح لهم بالاعتكاف بعدم اتخاذ المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف سكنًا وذلك بإعطاء كل معتكف بطاقة توضع في مكان بارز عند موقع المعتكف طيلة شهر رمضان.
3- أكرر ما طالبتُ به سابقًا من خلال هذه الزاوية بتخصيص موقعين في المسجد النبوي الشريف في شرقه وغربه للاعتكاف ووضع حاجز حول كل موقع.
4- إعادة النظر في إمكانية تقديم منبر الإمام في جُمع أيام رمضان والعيدين للاستفادة من الساحة الكبيرة في جنوب المسجد النبوي الشريف.
ومع بروز الربكة المرورية التي تجلَت في العشر الأواخر من شهر رمضان هذا العام حول الحرمين الشريفين بسبب كثرة المعتمرين؛ ممّا حجب الكثير من سكان البلدين عن الصلاة فيهما، إلاَّ أنني أشيد بالجهود التي بذلتها الأجهزة الحكومية على مختلف اختصاصاتها خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بتوجيه سامٍ كريم من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، ومتابعة جادة وواعية من أميري الحرمين الشريفين سمو الأمير خالد الفيصل، وسمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد. فحفظ الله قيادة هذه البلاد لخدمة الإسلام والمسلمين، وكل عام وأنتم بخير ..والله المستعان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store