Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

انشر تؤجر

نعمة التقنية وخاصة تقنية المعلومات IT وفوائدها على البشرية جمعاء لا يختلف عليها اثنان، ولا يتناطح فيها عنزان بل لا ينكرها إلا جاحد أو معاند.

A A

نعمة التقنية وخاصة تقنية المعلومات IT وفوائدها على البشرية جمعاء لا يختلف عليها اثنان، ولا يتناطح فيها عنزان بل لا ينكرها إلا جاحد أو معاند.
ولكن كما أن لكل تقنية من إيجابيات فلها سلبيات، أو لنكن أكثر دقة وأمانة علمية فلنقل الإيجابيات والسلبيات تأتي تبعًا لحسن أو لسوء استخدام البشر لهذه التقنية أو تلك، أو لهذه الآلة أو تلك.
ولنعد إلى تقنية المعلومات ونذكر -على سبيل المثال لا الحصر- الابتكارات والتقنيات التي أنعم الله -عز وجل- بها على البشرية جمعاء في العقدين الماضيين، مثل أجهزة الهاتف الجوال وتقنية الإنترنت وأجهزة الآيباد I pad والآيفون I phone، فلا مجال لذكر فوائدها التي لا تعد ولا تحصى، ولكن نود أن نمر مرور الكرام على بعض السلبيات أو المآخذ، التي تنشأ من سوء استخدام هذه الأجهزة والتقنيات، نذكرها لغرض الانتباه والحرص والتقليل منها كل حسب نطاق صلاحيته وإمكانياته.
خذ مثلًا رسائل SMS وهذه الرسائل النصية القصيرة التي يملأ بها بعض شبابنا من الجنسين -هداهم الله- شاشات الفضائيات غزلًا صريحًا وكلامًا سخيفًا وعبارات خادشة للحياء، ترسل لا لهدف نبيل بعينه فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، يبدو أن هدفها قتل الوقت وإضافة أرباح طائلة لهذه القنوات الفضائية وشركات الاتصالات، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: ألهذا وُجد جهاز الجوال؟!
موضوع ذو صلة في سوء استعمال لجهاز الجوال الذي استباحت شركات الاتصالات خصوصياتنا ويسرت أرقام هواتفنا الجوالة بلا استئذان لكل الشركات والمؤسسات التجارية التي أصبحت تمطرنا صباح مساء باتصالات أو رسائل SMS ترويجية لحملات تسويقية فيها الغث أكثر من السمين، أو لا فائدة تذكر منها، ويلح عليك نفس السؤال السابق: ألهذا كان جهاز الهاتف الجوّال!؟
موضوع ثالث ألبس لبوسًا دينيًا، حيث غزت أفكارنا رسائل جوال تبدأ بـ(انشر تؤجر) وتنتهي بعبارات لا تخلو من الترهيب والتخويف مثل (افعلها وانشرها فقد تموت الآن وتنفعك الرسالة بنشرها) أو عبارة مثل: (أستحلفك بالله أو بكل عزيز لديك أن تنشرها)، وتسأل نفسك عن صحة كثير من الأخبار أو الروايات أو المواعظ التي تحتويها هذه الرسائل ولِمَ هذا الأسلوب المبتدع في نشرها وترويجها؟ وهل هي موجة تشوبها العاطفة الدينية غير المتعقلة؟ وهل بدعة دينية أم بدعة تقنية أم ماذا!؟
تمهل عزيزي القارئ وراجع برؤية ما قلته أعلاه، سواء اتفقت معي أم اختلفت فهذا حقك، وقد تجد تقنيات أخرى وسوء استخدام لها منا نحن البشر ولا ذنب للتقنية فيها، وتذكّر بتمعن قول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
* رسالة:
التقنية سلاح ذو حدين يعتمد على حسن أو استغلال البشر لها ولا دخل للتقنية ذاتها في ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store