ثقافة الليبيين..!

تشكل الحوادث والأزمات لأي شعب وأمة ثقافته التي يتمتع بها، وتعرف من خلال التحولات الكبرى نوعية الثقافة التي تسير مجتمعاً بأكمله؛ وقد عرف الشعب الليبي على مر الأزمنة بتوالي الصراعات التي أسَّست لدى شعبه ثقافة ذات ملامح خاصة، ونمت في أحضان تلك الصراعات ثقافة حياتية ميّزت الشعب الليبي البطل عن غيره من الشعوب الأخرى على وجه المعمورة، وبالإضافة إلى القيم الإسلامية والمبادئ العربية الأصيلة التي حافظ عليها الليبيون جيلا بعد جيل، يمتاز المجتمع الليبي المحافظ بثقافة مدنية رفيعة المستوى، ويتحلى الليبيون عن بكرة أبيهم بقدرة هائلة على التعايش مع الواقع تحت أية ظروف مستمدين من إيمانهم، وثقتهم في أنفسهم، وأصالتهم القومية إرادة وطنية تتجذر من ثقافة مليئة بالصمود والعمل من أجل البناء الوطني، وفي سبيل النهوض بالوطن الموحد.
إنها ثقافة الشعوب التي خاضت مع مجريات الأحداث وتقلباتها ملاحم النضال والالتفاف بلحمة وثقافة وطنية خالصة لا تشوبها اثنية ولا عرقية ولا أيدلوجية معينة..! وبالتأكيد فإن تلك المفاهيم المدنية الرائعة تحولت في الأمة الليبية إلى ثقافة تقود الفرد والجماعة؛ وتسهم إسهاما كبيرا في وجود فكر قومي ووطني يعتمد على الوحدة الوطنية، والثوابت الثقافية العليا لبناء الأوطان.
تحية للأشقاء الليبيين لصمودهم، وثقافتهم وتأريخهم المجيد والزاهي بالانتصارات وإعلاء ثقافة الإنسان المثقف والحر.