Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من حقنا أيضا أن نحتج ونقول.. لا

ما إن حدثت قضية المعتمرين المصريين في مطار جدة حتى انبرت بعض القنوات الفضائية المصرية وجندت بعض برامجها الحوارية التي لا تبصر إلا بعين واحدة، فاشتط ميزان العقل عنها بعيدًا، وأطلقت وابلًا من الاتهام

A A

ما إن حدثت قضية المعتمرين المصريين في مطار جدة حتى انبرت بعض القنوات الفضائية المصرية وجندت بعض برامجها الحوارية التي لا تبصر إلا بعين واحدة، فاشتط ميزان العقل عنها بعيدًا، وأطلقت وابلًا من الاتهامات الصفراء التي تصفنا بالتخوين والتواطؤ وصورت السعودية على أنها أرضًا تئد كرامة الإنسان المصري!!
وما أثلج الصدر في هذه القضية تصريح المسؤولين المصريين أنفسهم في الصحف والقنوات الفضائية بدءًا بالسفير المصري والقنصل المصري في جدة والمسؤولين عن السياحة وشركات الحج والعمرة في مصر أن أسباب الأزمة هم المعتمرون أنفسهم، - وشَهِدَ شَاهِدٌ من أهلها - وهذا يكفي ويفيض ليخرس تلك الأبواق المهترئة التي تسعى إلى تفكيك الروابط بين الأشقاء.
وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن الخطوط السعودية وموظفيها وذلك لسببين: أولهما أن لنا عليها أيضًا مآخذ عديدة وهذا الموضوع يطول شرحه، والسبب الثاني أني أقف في وجه التهويل والمواقف المبالغ في ردات أفعالها والكيل بمكيالين من أجل تشويه الحقائق.
لتعلموا أنه على تراب هذه الأرض الطاهرة كما يعيش السعودي يعيش أبناؤنا وإخواننا من الدول الشقيقة.
وكما لنا وعلينا من حقوق وواجبات لهم وعليهم مثل ذلك.. وكما أن للأخوة المعتمرين المصريين حقوقًا يطالبونا بها، فليعلموا أن ما حدث لا يصح في بلاد اختص الله ولاتها وأبنائها بكرامة خدمة ضيوف الرحمن قدر المستطاع .. والكمال لله، فاستنت قوانينها من شرعه العادل الذي يكفل حقوق الناس جميعهم «السعوديين وغير السعوديين»، وهذا أدعى أن يكون لنا نحن أيضًا حقوق نطالب بها.. فمن حقنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال ما حدث من تجاوز غير نظامي للإجراءات في صالة المطار، وينبغي أن يغرم المتسببين في ذلك، ومن حقنا ألا نتنازل عن التهجم على موظفي الدولة وإتلاف الممتلكات وينبغي أن يُغَرَّم المعتدين، ومن حقنا ألا ننصاع لسياسة خذوهم بالصوت لا يغلبوكم، فالمخالفات واضحة للجميع!! ومن حقنا ألا نسمح بالتجمهر وإطلاق الهتافات والتعدي على الأمن والقانون وكأننا في مولد وصاحبه غايب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store