Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأمر الملكي والمدارس الأهلية..!

منذ مدة ليست بالقصيرة، وأنا أتلقى العديد من الرسائل والمهاتفات من شريحة كادحة في المجتمع حصلت على تأهيلٍ علمي عالٍ، وتسعى للُقمة العيش، إلاَّ أنها عانت -ولا زالت تعاني- من ظلمٍ شديد!

A A
منذ مدة ليست بالقصيرة، وأنا أتلقى العديد من الرسائل والمهاتفات من شريحة كادحة في المجتمع حصلت على تأهيلٍ علمي عالٍ، وتسعى للُقمة العيش، إلاَّ أنها عانت -ولا زالت تعاني- من ظلمٍ شديد! أعني: معلّمي ومعلّمات بعض المدارس الأهلية! تلك المؤسسات التعليمية التجارية في آنٍ معًا، والتي وجدت في (التعليم الخاص) مصدرًا تجاريًّا ربحيًّا كبيرًا، والتي وجدت أيضًا من الدولة دعمًا ماديًّا كبيرًا، وتفرض على الطلاب والطالبات رسومًا ماليةً عالية، وهي قائمة على جهود وعطاء أبنائنا وبناتنا المعلمين والمعلمات، ومع ذلك كله فإنها لم تُقدِّرْ هؤلاء المعلمين حقّ قدْرهم، ولم تعطِهم من الأجر ما يستحقون!
فرواتب هذه الشريحة من المواطنين والمواطنات والذين يقومون بالدور نفسه الذي يقوم به زملاؤهم في التعليم العام؛ رواتبهم زهيدة جدًّا يذهبُ أكثرُها في نفقات التحضير والإعداد أو أجرة للسائقين بالنسبة للمعلمات، وهذه الرواتب لا تفوق رواتب الخادمات، أو السائقين، أو بعض العمالة الأجنبية إلاّ بمئات قليلة من الريالات!
ولكن الظلم لابد له من نهاية متوقعة، وهذه النهاية المتوقعة هي ذلك الأمر الملكي الكريم من لدن الأب القائد خادم الحرمين ـ -حفظه الله ورعاه- والقاضي بوضع حد أدنى لرواتب معلمي المدارس الأهلية خمسة آلاف ريال! ممّا أفرح وشفى قلوب قومٍ مظلومين!
ولكن: ولأن هناك أناسًا -ومع الأسف- من أبناء هذا الوطن وممّن يعيشون في خيرهِ ومن خيره، لا تهمُهم إلاَّ مصالحهم فقط، ولأن هناك -مع الأسف- من المسؤولين المعنيين بتنفيذ مثل هذه القرارات مَن يتفنن -وبعضهم يبدو أنه يستمتع- في تعطيل وعرقلة مصالح الناس، والبحث عن التأويلات التي تصب في غير مصلحة المواطن، عكس ما يتوخاه ويهتم به خادم الحرمين دائمًا وفقه الله.
لهذا كله فإن المعلمين والمعلمات لا يزالون يترقبون ويرجون ويخشون من أصحاب هذه المدارس الذين لم يستجيبوا لهذا الأمر الملكي الكريم، الذي لا يقبل إلاَّ التنفيذ والسمع والطاعة، وهم والله في أمسّ الحاجة إلى تحسين الأوضاع، ورفع الفاقة والظلم عنهم! هذا ما نرجوه ونؤمله، وأسألُ الله أن يجزي خادم الحرمين خير الجزاء، ويوفقه ويعينه على تحقيق طموحاته وقراراته المباركة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة