Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكافأة الطالب الجامعي لم تعد تكفي

من واقع المسؤولية، ومن واقع التجربة الطويلة في شؤون وهموم الطالب الجامعي، أرى أنه من واجبي أن أكتبَ عن بعض تلك الشجون وعن شيءٍ من هاتيك الهموم.

A A
من واقع المسؤولية، ومن واقع التجربة الطويلة في شؤون وهموم الطالب الجامعي، أرى أنه من واجبي أن أكتبَ عن بعض تلك الشجون وعن شيءٍ من هاتيك الهموم.
ولا بد من التسليم أن الأنظمة المتعلقة بالطلاب أو الطريقة والأسلوب التي كان ولا يزال يُتعامل بها مع الطلاب قبل عقدٍ أو عقدين من الزمان لم تعد تتناسب في جوانب منها مع المرحلة الزمنية الراهنة، والتي تغيّرت فيها أمورٌ كثيرة وتغير معها الطلاب، تغيرت طرائقهم في التفكير وتغيرت رغباتهم واهتماماتهم، وتغيرت كذلك أولوياتهم، وتغير كذلك درجة تقبلهم للتوجيه والنصح.
أيضًا: الواقع المادي والمعيشي الذي كان يعيشُهُ الطالب الجامعي قبل عشر أو خمس عشرة سنة تغيّر كذلك! فقد ازدادت الأمور تعقيدًا وارتفع مستوى المعيشة، وما كان يكفي قبل سنوات لم يعد كافيًا الآن! وازدادت أوجه الصرف اليومي والشهري وتنوّعت، من فواتير اتصالات بمختلف أنواعها، ومن قسائم مرور، ومن غلاء في أسعار المأكولات والمطاعم والملابس والسيارات... إلخ ما هنالك.
لذلك كله، فإنه بات من الضروري والمتعين أن تنظر الجهات المعنية ومن بيدها القرار في هذه المتغيرات جميعًا، الفكرية والمادية لكي تضع لها من القرارات والتنظيمات والرؤى ما يتناسب ومتطلبات المرحلة الراهنة، رعايةً لمصلحة طلابنا.. ومن هذه الأفكار التي أرى أنه من المتعين التفكير بها والمبادرة بتنفيذها، رفع مكافأة الطالب الجامعي.. فمبلغ 850 أو 950 ريالًا لم تعد ولا شك تفي بمتطلبات الطالب المهمة والأساسية، ومن واقع احتكاك ومعايشة لأوضاع الطلاب أقف على أحوال كثيرٍ منهم، وهي في غاية الصعوبة، فبعضهم لا يجدُ من مُعينٍ بعدَ الله إلا هذه المكافأة فقط؛ فمنها يسكن، ومنها يأكل ويشرب، ومنها يشتري كتبه ومراجعه، ومنها يُسدد فواتيره ويُنظِّف ملابسه، ويُسدد قسائمه! ومن هذه المكافأة قد يُنفقُ على أهله وذويه كذلك!!
ووالله لقد وقفتُ على أحوال بعضهم وهو يحكي عن نفسه أنه قد يصل به الأمر أن يترك ملابسه عند مغسلة الملابس لأنه لا يستطيع أن يدفع ثمن غسيلها الذي لا يتجاوز عشرة ريالات أحيانًا، وبعضهم قد يبيت طاويًا لا يجد من المال ما يسدُ جوعته!
فكيف يستطيع أن يعيش حياةً كريمة توفر له جو التفوق والإبداع؟!
لذلك أقترح زيادة قدر هذه المكافأة للضعف، وأن يُنظر كذلك في النظام الموجود حاليًا المتعلق بإيقاف المكافأة عن الطالب عند نزول معدله عن قدرٍ معين! فالمكافأة قُرِّرت للطالب من الدولة لمساعدته في هذه المرحلة من حياته فكيف تُقطع عنه؟! ويمكن معالجة نزول المعدل بطرقٍ أخرى وبمعزلٍ عن العقوبة المالية!
لا شك أن الجهات المعنية ومن بيدها القرار أهلٌ للمبادرة في اتخاذ ما يصب في مصلحة أبنائنا طلاب وطالبات الجامعات ليكون ذلك عونًا لهم في حياتهم العلمية، ودافعًا للتفوق، وليعيشوا حياةً كريمة تليق بهم، وبوطنٍ كريم عزيز ينتمون إليه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة