Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القيادة والشعب علاقة نحسد عليها!

شَهِدَ هذا العامُ الهجري والميلادي العجيب والطويل ولا يزال يشهدُ أحداثاً جساماً، كان كتبةُ التاريخِ قديماً يسمون أمثالها (كائنة)، مَن كان أشد الناس تفاؤلاً أو تشاؤماً يتوقع أنه وخلال أشهر معدودات تزول

A A
شَهِدَ هذا العامُ الهجري والميلادي العجيب والطويل ولا يزال يشهدُ أحداثاً جساماً، كان كتبةُ التاريخِ قديماً يسمون أمثالها (كائنة)، مَن كان أشد الناس تفاؤلاً أو تشاؤماً يتوقع أنه وخلال أشهر معدودات تزول دول وأنظمة وحكام جثموا على صدور دولهم عقوداً من الزمان!
ومن أواخر هذه الأحداث ـ ولا تزال الأحداث تتلاحق ـ مقتل القذافي قبحه الله شر قِتْلة! وصعود حركة النهضة الإسلامية لتتسلم زمام الحكم في تونس!!
شعوبٌ كانت تتلظَّى وتحترق من القهر والبطش، وحكام كانوا يسومون شعوبهم سوء العذاب وأنواعاً من الذل! لذلك: ثار الناسُ عليهم ولعنوهم وأبغضوهم ولما تمكنوا منهم لم يرحموهم وليسوا لذلك بأهل!
ولكنَّ الصورة تظهرُ وتبدو مختلفة في بلادٍ أنعم الله عليها بالتمسك بهذا الدين والمحافظة على حرمات الله، في بلادنا حفظها الله تجد المعادلة مختلفة، فهناك حُكَّام وشعب، نشأت بينهم ومنذ نشأة هذا الكيان روابط من المحبة والاحترام والتقدير وهذه الأنواع من المشاعر والروابط تظهرُ جليةً في أوقات الأزمات والشدائد!
ففي وقت الثورات وهياجها كان هناك من التكاتف والالتفاف حول القيادة ما أجهضَ بعض المحاولات وأسكت أصوات الفتنة!
ومع هذا الحدث الجسيم الذي عاشه شعب المملكة بوفاة سمو الأمير سلطان رحمه الله هذا الرجل الذي عرفته الأجيال المتعاقبة منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وهو في موقع المسؤولية والقيادة والإدارة، عرفتهُ الأجيال رمزاً من رموز الكرم والعطاء وقضاء الحوائج، لذلك لم نستغرب نحن في هذا البلد الكريم من تلك المشاعر المتدفقة بالحب والثناء وتلك الألسن التي لهجت بالدعاء في الخلوات والصلوات له أن يرحمه الله ويجزيه خير الجزاء نظير ما قدّم وبذل.
وقد يستغرب من يتابع هذا التلاحم وتلك المحبة من خارج هذه البلاد، لاسيما في بلدان الذين ليس بينهم وبين قادتهم إلا الكُره وتحين الفرص للانتقام، لأنهم لم يلاقوا منهم إلا الكبت والاحتقار والحرمان!
ومما تميزنا به كذلك: ذلك الهدوء والتعاون والحكمة في اختيار المناصب العليا، مما يضمن بإذن الله جمع الكلمة ووحدة الصف وسد الباب عن كل فتنة أو تأويلات.
ولقد جاء اختيار الملك وفقه الله لأخيه الأمير صاحب المهام الجسام نايف بن عبدالعزيز كولي للعهد جاء في وقته المناسب ليجد ارتياحاً عاماً في نفوس أبناء هذا الوطن، لأنهم يعرفون نايف حق المعرفة، فهو الرجل الذي عركتُه التجارب وخبر وسبرَ الملفات المعقدة، وهو يتحرك في جميع قراراته وتصريحاته بما ينبئك أنه يعي تماماً مكانة هذا الكيان والأسس التي قام عليها، لذلك فهو خير من يحافظ على تلك الأسس ويرعى مصالح الوطن والمواطن تحت قيادة أخيه خادم الحرمين وفقهما الله لكل خير.
إننا محسودون ولاشك على هذا التلاحم والتقدير المتبادل، وبشكر الله وحفظ دينه وبتحقيق العدل والعمل بإخلاص ونزاهة سيزيدنا اللهُ من فضله بحوله وقوته.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة