( ١ )
هكذا وصلني الخبر من أكثر من مصدر آخرها صحيفة دار الحياة « طفلتان سيتمّ تزويجهما في عيد الأضحى ، الأولى بالثالث الابتدائي والثانية بالرابع الابتدائي في احدى المُحافظات التّابعة للقصيم « ! وقد أوضحت بعض المصادر اسمي الزوجتين الصغيرتين - أشعر بغصّة وأنا أكتب زوجتين - واسم الأب والزّوج والبلدة التابعتين لها - وقد أوضحت إحدى الأخوات النّاشطات أنها اتصلت بمديرة المدرسة التي تدرس فيها تلك الفتاتان وتأكدت من الأمر بنفسها ، مُضيفةً على لسان المديرة بأنّ هناك أكثر من زيجة من هذا النوع قد تمّت خلال الأعوام الماضية !
( ٢ )
لنفرض أنّ هذه القصّة تحديداً غير حقيقيّة - علماً بأنّ مجتمعنا سبَق وشَهِد الكثير من الحالات المماثلة لمثل هذه الزيجة اللاّ إنسانيّة ، في المقابل ليس مُستبعداً.. أن تكون فعلاً حقيقيّة بما أنّ الشواهد كثيرة كما أسلفت ! طيّب ماذا لو صدَق الاحتمال الثاني وسَكَت المجتمع تحت مظلّة التفاؤل الكاذب ومحاولة غضّ الطرف عن ما لا يُريده وما لا يتمنّاه ؟! - درءاً لذلك وبناءً عليه تطرّقت لهذه القضيّة ومستعدٌّ أن أتحمّل ضريبة عدم الوقوف على أطرافها شخصيّاً ، لكني للأمانة غير مستعدّ أن أتحمّل تأنيب الضمير إن لزمت الصمت وحدث ما حدث ! أقصد انتهاك طفولة ووأد براءة من قِبَل أبٍ ينفع أن يكون أي شيء إلاّ ( أب ) ، وزوج تجرّد من كل معاني الإنسانيّة ! - نعم هي مسألةٌ لا تمتّ للإنسانيّة بصلَة - ولا يُمكن أن تقبلها الفطرة البشريّة السويّة مهما كانت الظروف والمبرّرات والدوافع ! جريمةٌ تحدُث تحت مُسمّى الوصاية رغم أن الوصيّ في هذه الحالة هو من يحتاج الوصاية ! - براءةٌ تنتهك وانتهاكٌ يُبرّأ يُشارك فيه المجتمع الصّامت بأفراده ومؤسساته مُحافظيه ومتحرريه .. مثقفيه وعوامه وكافة تياراته التي غالباً ما تكون قضاياها تدور وتلفّ حول حقوق المرأة وصيانة المرأة وكرامة المرأة ، أم أنّهُ اعترافٌ من الجميع بأن ضحيّة مثل هذه القصّة لم تبلغ من السن ما يؤهلها لأن تكون « مرأة « ؟!!
( ٣ )
هذه هي الرسالة الموجّهَة لنا جميعاً - عليها طابعٌ بريدي يحمل صورة ( طفلة صغيرة بشرائط حمراء وطائرةٍ ورقيّة ) تقول : أرجوكم .. أريد أن أكمل اللعب !