Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حملات الحج وشرط الاستطاعة!

في سنواتٍ سابقةٍ خلت كنا نتلقى أسئلةَ عددٍ من المستفتين حول شرط الاستطاعة في الحج هل يتوفر فيهم أم لا؟ وبالتالي هل يجب عليهم الحجُ أم لا؟

A A
في سنواتٍ سابقةٍ خلت كنا نتلقى أسئلةَ عددٍ من المستفتين حول شرط الاستطاعة في الحج هل يتوفر فيهم أم لا؟ وبالتالي هل يجب عليهم الحجُ أم لا؟ وكان جلُّ هؤلاء من الفقراء أو من أبناء المسلمين من خارج المملكة والذين حالت ظروفهم المادية دون أداء هذا الركن العظيم -أعانهم الله-.
ولكن: وفي هذه السنوات الأخيرة بدأ عددٌ من الذين ترى في ظاهرهم الكفاية من أصحاب الوظائف الجيدة والأحوال التي لا بأس بها، بدأت هذه الشريحة تسأل السؤال نفسه! وعندما تحاول أن تعرف سبب السؤال وطبيعة الحال لتكون الفتوى موافقةً لمقتضى الحال، يكون جواب هؤلاء: لا حج إلا بتصريح ولا تصريح إلا من خلال حملة من حملات الحج، ولا حملة بأقل من 5500 ريال إن كان موقع الحملة بعيدًا عن الجمرات بل خارج منى، ولا تقل عن 7000 ريال للحملات القريبة أو التي تكون داخل مشعر منى!
فإذا كنتُ سأحج ومعي زوجتي وعددٌ من أبنائي أو والداي فسأحتاج لما لا يقل عن خمسةٍ وعشرين ألف ريال خلال هذه الأيام الخمسة! وراتبي لا أستطيع أن أوفر منه هذا المبلغ؛ فهل أستدين أم أني غير مستطيع؟ وما هو الحل؟ أفتونا مأجورين!
قلتُ: من لم يجد القدرة المادية إلا بالاستدانة ولم يستطع توفير المبلغ زائدًا عن ضرورياته الأساسية فهو غير مستطيع، ومن رحمة الله ولعلمه بأحوال خلقه فإنه سبحانه قيّد وجوب الحج بالاستطاعةِ فقال: «من استطاع إليه سبيلا..».
ولكن: لا بد من وقفة مع هذا الأمر، ونظرة تأمل في ربط الحج بالحملات من جهة، وبأسعار هذه الحملات من جهةٍ أخرى، وإلى متى يستمر تأجير خيام منى جميعها؟! ولماذا يؤخذ مبلغًا على كل خيمة من قِبَل بعض الجهات؟!
وبسؤالي لأصحاب الحملات أفادوا: أنهم يُطالبون مِن قِبَل بعض الجهات بأمور تُزيد من تكلفة المخيم وبالتالي تزيد التكلفة على الحاج!
عمومًا: إن حكومةَ هذا البلد هي الراعيةُ لشؤون الحج والحجيج، وهي وعلى رأسها خادم الحرمين وسمو ولي العهد لا تتأخر في بذل كل ما تستطيع للحاج سواء من داخل المملكة أو خارجها، لذلك فهي قادرةٌ -بإذن الله وبتوفيقه- أن تجدَ من الحلول المناسبة ما يدفع هذا الإشكال ويخفف على المسلمين المعاناة.
وإن ما تحقق وما يتحقق لهذه الشعيرة ولأهلها من إنجازاتٍ ومشاريع جبارة ومؤثرة ورائعة كمشروع الجمرات الرائع ومشروع القطار الذي يعدُ نقلةً كبيرة طال انتظارها وغيرها من مشاريع الخير، يجعلنُا نتفاءل دائمًا بكل خير قادم.
وفق الله الحجيج ومن يعمل لخدمة الحجيج لكل خير ورزقهم الإخلاص وكافأهم بالقبول.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة