Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تطور السياحة الداخلية.. ومقومات الجذب السياحي

أفادنا تقرير من صحيفة سبق الإلكترونية بأن إجمالي ما أنفقه الزوار على السياحة الداخلية في المملكة العام الماضي بلغ (13 مليار ريال) من خلال 4.3 مليون رحلة سياحية ( حسب تقرير مركز المعلومات والأبحاث السي

A A
أفادنا تقرير من صحيفة سبق الإلكترونية بأن إجمالي ما أنفقه الزوار على السياحة الداخلية في المملكة العام الماضي بلغ (13 مليار ريال) من خلال 4.3 مليون رحلة سياحية ( حسب تقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار، وبيّن التقرير أن الرحلات السياحية المحلية بلغت 1.3 مليون رحلة أنفق من خلالها الزوار 2.1 مليار ريال، أقام 69% منهم في شقق مفروشة، فيما بلغت رحلات سياحة الأعمال الوافدة 3 ملايين رحلة أنفق خلالها الزوار 10.9 مليار ريال، وأقام 93% منهم في فنادق.
ولذا نلاحظ أن الكثيرين من سكان المملكة خاصة من ذوي الدخول المتوسطة والمتدنية يسعون في التوجه نحو السياحة الداخلية الأقل كلفة والتي تحقق جزءا من المتعة الترفيهية التي ينشدونها.
وقد تعاظمت حركة النقل والترحال بين مدن المملكة التي تميزت بسمات سياحية انجذب إليها الكثير من السائحين من داخل البلاد، بل تستقطب أحيانا الكثير من السائحين من خارج حدود الوطن، خاصة القاصدين للأماكن المقدسة، أو الطامعين في قضاء أجمل الأوقات في مناطق الأجواء الباردة، أو المحبين لزرقة البحر وشواطئه الممتدة على طول المحافظات المترامية على الساحلين الشرقي والغربي.
وقد تطورت السياحة الداخلية في بلادنا كثيرا عن ذي قبل، وأصبح السائح يبحث عن مناطق الجذب السياحي التي تتوفر فيها الخدمات مثل محافظة جدة التي ينشدها السائح، لوفرة أسواقها الكبيرة (المولات) التي تضاهي أرقى المولات في العالم، ومطاعمها الراقية المتنوعة المأكولات والمتناثرة في كل مكان، ومدنها الترفيهية التي تشبع رغبات الصغار والكبار إلى حد ما، مع وجود عنصر الجذب السياحي الأول «البحر الأحمر» رئة جدة التنفسية، الذي ترتمي على شواطئه محافظة جدة بامتداد لأكثر من (70 كيلا) من الجنوب إلى الشمال، أضف إلى ذلك كله: فنادقها الراقية ذات السمات العالمية، وشققها المفروشة الواسعة والموجودة في طول المحافظة وعرضها.
إن معظم المدن والمحافظات ذات الجذب السياحي بدأت تأخذ دورها في تقديم الخدمة السياحية المقبولة، فأمامنا عدد سنين من العمل الصادق المخلص، والتدريب، والتخطيط لبلوغ ما نصبو إليه، والسعي الحثيث في تفعيل مفهوم المعنى السياحي حتى نصل إلى مصاف المدن السياحية العالمية، والخطوة الأولى للسياحة في بلادنا لم تأت من فراغ، بل بمتابعة وإشراف وجهود أمير السياحة، الذي تسنّم رئاسة الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة سمو الأمير الشاب سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي أعطى السياحة والآثار جلّ اهتمامه، وبذل فيها الكثير من وقته وجهده، ونهض بها بعد مشوار طويل ومتابعة لصيقة لكل ما يهم السائح سواء كان من داخل المملكة أو من القادمين إليها من شتى بقاع الأرض، في ظل وعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الداعم الرئيس للنهضة الشاملة لهذه البلاد، وتنمية مواردها الاقتصادية، ودعم مشروعات صناعة السياحة وقطاعاتها المختلفة على أرض هذا الوطن.
محافظة جدة من أجمل المدن السياحية في الشرق الأوسط (مع تحفظي عما تشكو منه من أوجاع)، إن لم تكن أجملها على الإطلاق لما يتوافر فيها من عناصر الجذب السياحي المختلفة التي تروق للقادمين إليها بحيث تقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من خدمات مختلفة في المأكل والمشرب والسكن، وسيارات الأجرة، ووسائل الترويح المتباينة، وقربها من الحرمين الشريفين مكة المكرمة – زادها الله رفعة وتشريفا – والمدينة المنورة على ساكنها – أفضل الصلاة وأتم التسليم - وهذا القرب أعطاها ميزة كبيرة في أن تكون ذات جذب سياحي كبير خاصة للأفراد والأسر القادمين إليها من داخل المملكة وخارجها لقضاء أجمل الأوقات في ربوعها الجميلة، وعلى شواطئها الساحرة، وكورنيشها الجميل.
إن العنصر الأهم الذي يعيق بعضا من الحركة السياحية في بلادنا هو ارتفاع أسعار السكن سواءً للفنادق، أو الشقق المفروشة، والتي قد تكون أسعارها في بعض الأحيان مبالغا فيها وتتجاوز حدود المعقول، خاصة لذوي الدخول المتوسطة والمتدنية، والتي ترهق كاهل السائحين، وتقلل من فرص استمتاعهم بالأيام التي يقضونها في المدن السياحية في بلادنا.
ولذا فنحن نهيب بالهيئة العامة للسياحة والآثار في أن تتابع موضوع النزل السكنية بحيث تكون أسعارها مناسبة وفي متناول الجميع، وذلك سوف ينشط الحركة السياحية في بلادنا، ويحقق إيرادات ودخولا عظيمة ربما تضاهي مستقبلا بقية القطاعات الخدمية الأساسية، وربما تتفوق عليها.
مزيد من العطاء من أجل سياحة داخلية راقية معقولة التكاليف، جاذبة للشباب في أن يعملوا في مختلف قطاعاتها، حتى نشجع الحركة الاقتصادية الداخلية في بلادنا، ونحسن من أوضاع قطاعاتها الخدمية، من أجل الحصول على سياحة مميزة يستمتع بها المواطن، والمقيم، والقادم إلينا من خارج حدود هذا الوطن.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة