يبدو أن إمارة دبي قررت أخيرًا شن حرب عشواء على الفساد المالي تحديدًا، بالرغم من مظاهر الضبط والربط المعروفة عنها، والتي ساهمت إلى حد كبير في جذب رؤوس الأموال الأجنبية التي طالما وثقت في الإجراءات المتبعة هناك لحفظ الحقوق ورعاية الاستثمارات. لكن دبي رأت أن سن مزيد من القوانين المغلظة سيردع حتمًا الفئة المتبقية التي تقتات على الفساد، ولا تنمو إلاّ في ظله وتحت هوائه الكريه، ورائحته المنتنة. وتضمنت القوانين أحكامًا بالسجن تتراوح بين خمس سنوات وعشرين سنة لناهبي المال العام أو الخاص. ولن تخفف العقوبات حتى يتم إرجاع المال إلى وعائه الأصلي عامًّا كان أو خاصًّا. نعم يظل القانون مهما غلظ دون هيبة ما لم يعلم القاصي والداني، والكبير والصغير، والقوي والضعيف أن لا أحد فوق القانون، وأن التطبيق سيناله حتمًا إن هو اخترق القانون. لا يُحفظ للقانون قدره مثل تطبيقه على الجميع دون خوف ولا مجاملة. وعلى مستوى الاتحاد الإماراتي أصدر رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد قانونًا اتحاديًّا لمكافحة التدخين، جاء في بعض بنوده التشديد على مَن يدخن داخل سيارته الخاصة وبجانبه طفل حتى تصل العقوبة في أشد حالاتها إلى غرامة مالية تبلغ مليون درهم (أكثر من مليون ريال) مع السجن لفترة قد تمتد إلى سنتين. ويتضمن القانون حظر التدخين في جميع وسائل النقل العام والأماكن العامة المغلقة مثل المطاعم والمطارات والفنادق وغيرها. للمرة الألف يبدو أننا دائمًا نسبق الآخرين في إصدار التشريعات، فقانون حظر التدخين صدر في المملكة منذ 30 سنة تقريبًا، وبأمر سامٍ كريم لكن الآخرين يسبقوننا في فرض القوانين بقوة التنفيذ، وبعدالة التطبيق، لتكون المحصلة في صالحهم، والنهاية أكثر سعادة بالنسبة لهم. ما الذي يؤخر خطواتنا نحو تنفيذ فعلي مدعوم بالمساواة والشفافية والقوة؟ ولماذا لا نكون على مستوى الجدية الصارمة التي تحفظ للقوانين هيبتها، وللمصلحة العامة مكانتها، وللخير عامة علو شأنه، وعظيم نفعه!!
لكنه التنفيذ يا ذكي!!
تاريخ النشر: 03 يونيو 2010 23:09 KSA
يبدو أن إمارة دبي قررت أخيرًا شن حرب عشواء على الفساد المالي تحديدًا، بالرغم من مظاهر الضبط والربط المعروفة عنها، والتي ساهمت إلى حد كبير في جذب رؤوس الأموال الأجنبية التي طالما وثقت في الإجراءات المتبعة هناك لحفظ الحقوق ورعاية الاستثمارات.
A A