Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا شباب.. العقل والاتزان وضبط النفس

من اللافت للنظر أن العنف بات سلوكًا ينتهجه بعض الشباب للتنفيس عن غضبهم أو للتعبير عن فرحهم، وتحول ذاك السلوك إلى ردود أفعال متباينة وشحنة ملتهبة من التفاعل العنيف مع مختلف المواقف التي يمرون بها، فالت

A A
من اللافت للنظر أن العنف بات سلوكًا ينتهجه بعض الشباب للتنفيس عن غضبهم أو للتعبير عن فرحهم، وتحول ذاك السلوك إلى ردود أفعال متباينة وشحنة ملتهبة من التفاعل العنيف مع مختلف المواقف التي يمرون بها، فالتشويش الذهني الذي يعاني منه بعضهم خلط المفاهيم، فلم يعد يدرك هؤلاء ما الحدود وما الحقوق وما القيم، وفقدوا القدرة على التمييز فيما بين ما يصح وما لا يصح.
* التهديد والقذف والشتم.. عند توقفنا الأسبوع الماضي جوار إحدى محطات البنزين، حدث تصادم بسيط بين سيارتين كان يقودهما شابان في مقتبل العمر، مع وجود والدة أحدهما في السيارة مع ابنها، فقد الآخر السيطرة على نفسه وأطلق العنان لحنجرته فلعلع صوته بالسب والشتم بأقبح الكلام عن الشاب المتصادم معه، وتجاوز ذلك إلى قذف والدته بأبشع الأوصاف، وبالرغم من تدخل العديد من الخيرين لتهدئته إلا أن النتيجة جاءت عكسية فقد ازداد عنفًا، وما كان منه إلا أن عاد إلى سيارته مادًا يده تحت مقعدها الأمامي ليخرج منها عصًا غليظة وتوجه بها إلى الخصم ووالدته مهددًا إياهما بالقتل.
* الفرح بالترويع.. فازت أحد الأندية الرياضية في مباراة لكرة القدم، فما كان من بعض مشجعي ذاك النادي إلا أن قاموا بتطويق سيارة كانت تقل سيدة طاعنة في السن مع بناتها، وحاولوا فتح أبوابها لإخراجهن منها، لولا رحمة الله، فقد استنجد السائق بالشرطة وحضرت في الوقت المناسب، وتم تخليصهن من هذا الفرح المريع!!.
من المؤسف أن مثل ردود الأفعال تلك وغيرها بين فئة من الشباب باتت أمرًا طبيعيًا تعود عليه بعضهم، فهم يعبرون بعنف عند الغضب وهم عنيفون في التعبير عن آرائهم والتمسك بها، حتى في المناسبات الوطنية أو الاجتماعية السعيدة نراهم دون تفكير ينفعلون باندفاع قد يصل إلى حد التهور والتجاوز وإيذاء الآخرين.
وللحد من تفاقم المشكلة وتوسعها هناك دور مأمول ننتظر أن تشارك فيه أطراف عدة يتطلب احتواؤها للوضع.. الحكمة والعقلانية والاتزان وضبط النفس.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store