Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من خطب المسجد الحرام

من روائعِ خطبِ المسجدِ الحرام وما أكثرها ولله الحمد ما شهدتُه في الحرمِ المكي يوم الجمعة القريب ؛وأعني تلك الخطبة الجميلة والمفيدة التي ألقاها فضيلةُ أخينا الشيخُ د.سعود الشريم سدده الله؛ وقد تحدثَ عن مبدأ إسلامي شرعي تعاوني اقتصادي عظيمٌ نفعهُ؛ كبيرٌ أثره؛ كثيرٌ نسيانه!

A A
من روائعِ خطبِ المسجدِ الحرام وما أكثرها ولله الحمد ما شهدتُه في الحرمِ المكي يوم الجمعة القريب ؛وأعني تلك الخطبة الجميلة والمفيدة التي ألقاها فضيلةُ أخينا الشيخُ د.سعود الشريم سدده الله؛ وقد تحدثَ عن مبدأ إسلامي شرعي تعاوني اقتصادي عظيمٌ نفعهُ؛ كبيرٌ أثره؛ كثيرٌ نسيانه! ألا وهو (الوقف) الذي عرَفه الفقهاء بأنه : تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، ولقد أحسن الشيخُ أيما إحسان ؛وهو يتحدث عن هذا النوع العظيم من أنواع البر بين المسلمين ومن منبر المسجد الحرام ليُعطي هذا الأمرَ حقه من التقدير والهيبة والأهمية في نفوس الحاضرين والسامعين في كل مكان!ومما ذكره الشيخُ الإمام : أن الوقفَ ممتدٌ في تاريخ المسلمين ومن لدن صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه فهو أتقى الناس وأبرُ الناس بالناس ؛وأنه أي الوقف من عمل وخصائص أهل الإسلام ولم يكن معروفاً في أهل الجاهلية كما قررّ ذلك الإمام الشافعي طيب الله تربته وغفر له.وقد عرف الصحابة رضي الله عنهم فضله وحب نبيهم له فوقفوا دورهم وحوائطهم وبساتينهم فقد وقف أبو بكر داره بمكة على أبنائه وكذا فعل عمر ووقف علي داره بينبع على ذريته ووقف التابعون وتابعوهم.وقد عرف تاريخ المسلمين أنواعاً عظيمة مشرفةً وحضارية من أنواع الوقف ووجوه بذله ؛ فقد وقفوا دورهم أو بساتينهم على القرآن وتحفيظه ؛أو على معلميه ؛ ووقفوا على طلاب الفقه وبمختلف المذاهب الفقيهة ،ووقفوا على طلاب الحديث والطب بل وقفوا حتى على الحيوان ورعايته !وفي هذا سبقٌ حضاري وإنساني بعيد موجود في ثنايا تراثنا العظيم ولكن بعض قومنا لايعلمون !وفي هذا العصر الذي نحن بحاجة لصحوة أو تجديد في الوقف وأساليبه ووجوه صرفه ؛ فالإسلام العظيم هذا الدين الذي أكرمنا وكلفنا الله به بحاجة للنصرة ولبيان محاسنه وتعليم أحكامه ورعاية طلاب العلم الشرعي من أجل نشره ؛ فنحن بحاجة لأوقاف يكون ريعها على خدمة هذه القضايا من خلال دعم ماهو موجود من جهات ومؤسسات أو كليات شرعية تدعم لمواصلة بحوثها ؛نحن بحاجة لأوقاف تصرف على النابهين من طلبة العلم الشرعي وفي مختلف الفروع وكذلك طلاب العلوم العلمية البحتة ومراكز الأبحاث العلمية لنرتقي بهذه الأمة. إن الوقف وكما ذكر الشيخ أنفعُ لصاحبه من الوصية لأمرين: لأنه مشروعٌ خيري يُنفذُ في حياة الواقف وتحت نظره ويرى ثمرته بنفسه ؛ ولأن كثيرا من الوصايا قد لاتنفذ أو تتعطل لتشاح الورثة أو لكثرة المال فيصعبُ توزيعه! قلتُ:وهناك أمرٌ آخر وهو : عظم أثر الوقف لأنه مشروع خيري مستمر ودائم وريعه ثابت.اقتراح : أقترح على رئاسة الحرمين تبني مثل هذه الخطب المفيدة والمؤثرة وطباعتها وتوزيعها في دوريات نصف سنوية أو سنوية ليعم النفع ولتبقى ولا تنسى.m Fhdg1423@hotmail.co
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store