لن أفقد الأمل

اسمحوا لي اليوم أن أخالف واحدة من أهم قواعدي في هذه الزاوية، وهي أنني لم أكن أرغب في الحديث عن معاناة شخصية لي، لأنني أؤمن تماماً أن هذه الزاوية ليست ملكاً لي، حيث حقوقها الفكرية مملوكة لإخواني وأخواتي من ذوي القدرات الخاصة.
لكنني أجد نفسي مضطراً لخرق هذه القاعدة والقيام ببعض الاستثناءات، ولعلي ألتمس العذر لنفسي في أن معاناتي الشخصية التي سأتحدث عنها ما هي إلا قطرة من بحر المعاناة التي يعيشها ذوو القدرات الخاصة.
سأحاول الاختصار قدر الإمكان لأنني أشعر بالغصة والألم وأنا أتذكر رحلتي الجامعية المليئة بالمصاعب، وكيف أنني استطعت كسر الحواجز والتغلب على الظروف لأتخرّج حاصداً المركز الأول على مستوى الجامعة مع علامة الامتياز الكاملة المتوجة بمرتبة الشرف الأولى، كل ذلك والأمل يحدوني في مواصلة المشوار لحصد شهادات الدراسات العليا، لأصطدم بالواقع الذي تجسّد في رد وزارة التعليم العالي بأن بعثات المعاقين قد نفدت، ولا مجال للاستثناءات، فتحطمت طموحاتي وأحلامي وغيري من ذوي القدرات الخاصة.
حاولت مراراً وتكراراً أن أُصدِّق هذا الواقع قبل أن أسعى إلى مقاومته، فأجريت عدة اتصالات وأرسلت خطابات لوزارة التعليم العالي ولكن دون جدوى.
لكنني بالرغم من ذلك لن أفقد الأمل وغيري من ذوي القدرات الخاصة المبدعين والموهوبين ممن يبحثون عن تحقيق طموحاتهم، فنحن نأمل في مكرمة ملكية كريمة تتمثل في ضمنا إلى قائمة المبتعثين، وأجزم أننا سنجد لدى الأب الحاني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما يُحقِّق طموحنا، أنا وغيري من ذوي القدرات الخاصة.