Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تعليمات بيتوتية !!

تستمرئ بعلتي منذ فترة ليست بالبسيطة على فرض تعليماتها لي بشكل يجعلني أقع في حرج - لست من الذين يرغمون على العمل في المطبخ..

A A
تستمرئ بعلتي منذ فترة ليست بالبسيطة على فرض تعليماتها لي بشكل يجعلني أقع في حرج - لست من الذين يرغمون على العمل في المطبخ.. باستثناء شطف الصحون ومسح الأرضية، وأحسبني لا أُلام على ذلك - وبالطبع فلقد رضخت إلى أوامرها غير المباشرة من أجل وقف استنزاف طلباتها لجيبي المخروق، فمنذ ولوجي بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة" وأنا في خصام دائم مع دخلي المقرود، فتارة يتوقف وأخرى يطير فيها إلى جيوب "الديّانة"، وهم كثر ولله الحمد.. وأرغمت على تنفيذ التعليمات "البيتوتية" في المأكل والملبس لدرجة أكلت فيها قطوف البامية الناشفة بدعوى أنها "ويكة" تفيد الجسم!! وأصدقكم القول كدت أفعلها عندما علمت أن هناك من قام بطهي أصابع زوجته وعمل من شحمة أذنيها فطائر بالزبدة بحجة أنها فقعت مرارته، يبدو أنه لم يلتقِ بأحد من "رجال الشرق الأوسط"، وتمرمرت فحولته في المطبخ على حد زعمه.. فأقدم على فعلته بكل هدوء. بيد أني عدلت عن الفكرة.. "قسم بالله يا حماتي ستطبخ عظامي وتبيعها كوارع في حلقة خضار جدة!!" هذه حقيقة لا أُجادل فيها لأننا معشر السعوديين نستنكف مساعدة الزوجة في أي شيء، ونستعيب ذلك بحجة أن هذا هو دور المرأة، فكثيرًا من الرجال لا يستحي أن يطلب من زوجته كوب الماء الذي بجواره، ودائمًا ما نتهم المرأة بالكسل والعجز وإهمال الأولاد والتفرغ للأعراس، فيما نتجاهل ما نفعله عنوة من سهر وترنح في الاستراحات حتى منتصف الليالي.. أحد أصدقائي كان يستغل الخلاف الدائم بين زوجته وأمه ويسخر الأمر لصالحه، فكان لا يعود من صكة البلوت الأسبوعية إلا قبيل الفجر، وعندما تسأله زوجته عن مكان وجوده يتعلل بأنه عند أمه، وفي إحدى الليالي هاتفته فرد عليها منفعلًا بالقول: اسمعي أنا "ماني" عاق في أهلي مثلك أنا عند أمي أقضي طلباتها فردت الزوجة بهدوء.. ما يخالف يالحبيب إذا خلصت من اللي في يدك تعال بسرعة لأن أمك عندنا!! والحقيقة أننا كثيرًا ما نكذب على زوجاتنا ولا أبريء نفسي.. أرجو أن لا ينبري أحدًا بالدفاع بالإخلاص لبيته وزوجته لأن الأمر لا يحتاج لكل ذلك والغريب أننا معشر الرجال في بدايات حياتنا الزوجية نفعل ما لا يمكن أن يقوم به أبو الرومانسية المزعومة، وما أن تنتهي السنة الأولى حتى ينعتها بأبشع الصفات، فتجد الواحد منّا يُلبِّي كل طلباتها، بل وربما يقوم بعمل الإفطار وإيصاله إلى سريرها ويفتح لها باب السيارة، والأخيرة تقول عنها إحدى قريباتي إنها تفاجأت بزوجها بعد عشر سنوات من الزواج يفتح لها باب السيارة فقالت له: أحب رومانسيتك يابوفلان فرد عليها بنفرة.. "أقول لا تكترين حكي بس ترا باب السيارة خربان ما ينفتح من الداخل!!".
نحن بالفعل نحتاج إلى إعادة روح الحب والوئام بين الزوج وزوجته والبعد عن المناقرة، لأن ضغوط الحياة هي السبب في كل ذلك.. أقول الربع ترا هالحكي مسح جوخ لأم العيال لا تصدقون لأننا ضد حواء في كل شيء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store