Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ضحك أم استضحاك ؟!

اتسم السعوديون بدماثة الخلق والبساطة؛ هذه حقيقة لا أفتعلها من أجل النشر، ولدينا كسعوديين الكثير من المواقف الاجتماعية التي تدل على بساطتنا في الحياة ففي البيت عندما يسأل الشاب عن حاجة ما، ترد الأم بعب

A A
اتسم السعوديون بدماثة الخلق والبساطة؛ هذه حقيقة لا أفتعلها من أجل النشر، ولدينا كسعوديين الكثير من المواقف الاجتماعية التي تدل على بساطتنا في الحياة ففي البيت عندما يسأل الشاب عن حاجة ما، ترد الأم بعبارة مشهورة تكاد تكون عند كل الأمهات: «اسأل أبوك أنا مالي شغل»، وإذا نام الشاب لبضع ساعات أو أخذته غفوة يجد التعليق اليومي: «ذبحك النوم لا صلاة ولا عبادة»، أو إذا جلس الأبناء على التلفاز تتهكم الأم: «مدري من أنتم طالعين عليه»، أما الأب فدوماً يُردِّد: «ما فيكم أحد طلع مثلي» وإذا التقيت بأحدهم ورد عليك: «ابشوف وأرد لك» فاعلم أنه قد تم تصريفك.
وكثير من نسائنا لديهن عجائب لا يمكن لأعتى المخابرات العالمية أن تكشفها فهن يعرفن صديقاتهن المتغطيات أو المنقبات من بين ألف واحدة في السوق، وفي مجتمعنا فقط إذا أصيب أحداً بمرض أو تعرض لحادث ما. جاءك القول: «كل اللي صار تراه عين»، وهذا جزء من المواقف في أغلب حياتنا الاجتماعية، ويقال إن مواطناً توفي واحتار أصدقاؤه كيف يُبلغون زوجته بالخبر، وهم وقوفاً عند باب بيته، فما كان من أحدهم إلا أن هاتفها بالقول: يا أم فلان زوجك خسر ماله في الأسهم، فردّت: الله يضيّع عمره، فقال: وباع البيت، فردّت: الله يأخذ عمره، فقال: وتزوّج عليكِ، فردّت: يا رب يدخلونه عليَّ ميّت، فصاح الشاب بأصحابه: خلاص دخّلوه يا شباب!!
ومثل ما نحن بتلك البساطة؛ تهبط أيضاً قرارات بعض الجهات الحكومية على رؤوسنا بنفس معدلاتها التراكمية أعلاه، فمنذ أن استبشرنا بوزارة الإسكان ولاحت لنا بالأفق بوادر أعمالها حتى اصطدمنا بواقع المساحة لكل منزل، والتصاق البيوت من بعضها البعض، وكأن المساحات الشاسعة في وطننا لا تسمح بأكثر من ذلك، ولا نعرف هل أيضاً «الشركات إياها» التي لا تزال تبني لوحدها في البلد دخلت على خط الإسكان أم أن تلك الشركات خجلت هالمرة وتركوها «حلاوة حلقوم» لفقراء المقاولين السعوديين؟! لأن الوزارة لم تُبلغ أحداً إلى هذه اللحظة على من رست المناقصة لمشاريعها في الاتجاهات الأربع من مساحات الوطن ليتسنّى على الأقل للإعلام متابعتها بدقة.. ثم فرحنا أكثر بهيئة الفساد وتوقّعنا أن خزينة الدولة ستعود إليها المليارات المنهوبة لمشاريع بعضها وهمي والآخر مُبالغ فيه، إلى أن اصطدمنا ببياناتها عن صك أرض أو منحة أرض أو اختلاس مستودع، ليتملّكنا التعجُّب أكثر حين اتّضح أن كل تلكم البيانات كان دور الهيئة فيها مجرد «ناقل» للمعلومة التي جاءت من الجهة نفسها، وتباهت بها الهيئة، وكأنها انتزعت لنا الفساد من «شروشه»!!
يا سادتي: نحن لا نريد أن نستضحك على أنفسنا أو يضحك علينا الآخرون.. كل ما نطلبه البوح لنا بما يحدث لكل مليم يخرج من خزائننا.. وعندها فقط سنكون بخير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store