Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بس.. ما عندي شي!!

تحكي الأساطير عن رجل جاء إلى جحا يُحذره من النار المشتعلة في الحي الذي يقطنه.. فرد عليه أن بيته في مأمن.. ثم عاد إليه صائحاً بأن النار قد وصلت داره.. فأجابه جحا قائلا: لا ضير فأنا خارج المنزل!!.

A A
تحكي الأساطير عن رجل جاء إلى جحا يُحذره من النار المشتعلة في الحي الذي يقطنه.. فرد عليه أن بيته في مأمن.. ثم عاد إليه صائحاً بأن النار قد وصلت داره.. فأجابه جحا قائلا: لا ضير فأنا خارج المنزل!!.
هذه الرواية تنطبق بحذافيرها على شؤون تعليم البنات لدينا.. إذ تومئ نائبة الوزارة نورة الفايز بين الفينة والأخرى عن عدم سماحها للوساطة أن تلعب دوراً في تحركات المعلّمات أو حتى في تسجيل الطالبات في مدنهم.. وهو أمر محمود تُشكر عليه حتى لو وصلت نسبة «القولان» فيه 30%!! بيد أن النائبة لم تفقهنا عن الطريقة التي يمكن لأولياء الأمور فيها محاكاة موظفي وزارتها، وكيف يتم إقناعهم بأن فتاة في العشرينيات من عمرها.. عليها أن تقطع كل يوم مسافة مئتي كيلو متر ذهاباً.. ومثلها إياباً.. أمر مخجل بحق الأنوثة، ولم تفهمنا النائبة ومساعدوها «يا كثرهم في حلوقنا».. أو حتى تنير بصائرنا التي أصابتها الغشاوة -لست أدري إن كانت وزارة التربية تدرس حالياً عمل دورات لمعلمات الخطوط السريعة والرديئة بين المدن حول كيفية التصرف عندما تغشى إحداهن شاحنة على الطريق.. أرجو أن لا يستقدموا لنا خبراء لذلك أو ربما ستؤهلهم الوزارة تدريجياً للقيادة في الطرق الوعرة فقط!!-.. وكأن على كل ولي الأمر أن يقطع مسافات الطريق ويتحمل المكابدة ومشقة السفر للمثول أمام النائبة لتقديم معروض استجداء نقل.. ثم يخرج بشرح مفاده حسب النظام!! بينما الواقع الذي يتعين على الجميع الالتزام به هو تسهيل العمل من أجل الإنتاج الفعلي للمعلمات وليس أن تأتي كل يوم وهي مستيقظة منذ منتصف الليل استعداداً للسفر ثم تخور قواها أثناء العمل وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها.. ومن ثم تعود إلى منزلها أحياناً قبيل غروب الشمس تاركة بقية أبنائها الصغار تحت رحمة الأقدار بلا رعاية أو حماية وربما حتى طعام !! ولم تبلغنا النائبة ماذا حل بقرارات النقل التي أعلن عنها مؤخراً، لماذا لم تفعل أم هي فقط لنثر الرماد على العيون وإسكات الأفواه عن البوح بالمعاناة؟! ولعل السؤال الذي يحتاج إلى أجوبة وهو عالق على جدران حناجرنا.. وتختزنه أقفاصنا الصدرية خلف قضبان الولع.. ماذا لو كانت تلك المعلمة ابنة أحد المسؤولين في التعليم؟.. أعتقد أنه سؤال يحتاج إلى «جرافة وستين قلاب حصى» للإجابة عليه.. «بس.. ما عندي شي.. مرارتي بتنفجر يالربع».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store