Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المختبر الذي طال انتظاره !!

الخبر السعيد الذي تناقلته الصحف بشأن إنشاء مختبر جودة (بقيمة 6 ملايين ريال)، لمراقبة الخضروات والفواكه الواردة للمملكة ومتابعة ما يرد منها إلى الأسواق وتباع للمستهلك مباشرة، هذا الخبر أسعد الناس كثيرا

A A
الخبر السعيد الذي تناقلته الصحف بشأن إنشاء مختبر جودة (بقيمة 6 ملايين ريال)، لمراقبة الخضروات والفواكه الواردة للمملكة ومتابعة ما يرد منها إلى الأسواق وتباع للمستهلك مباشرة، هذا الخبر أسعد الناس كثيرا لأنه جاء بعد طول انتظار، وبعد ما كثرت الشكوى حول الفواكه والخضروات الملوثة والقادمة إلى أسواقنا من داخل وخارج المملكة.
هذا المختبر الجديد سوف يتم إنشاؤه خلال 60 يوما من تاريخ الخبر (خلال شهرين من الآن)، وسيتمكن من الكشف عن جميع أنواع الخضروات والفواكه فور دخولها للسوق، ومن خلال أجهزته الحديثة سوف يكشف عن المنتجات الزراعية الملوثة بمياه الصرف الصحي، والمبيدات السامة، والأسمدة المضرة بصحة الإنسان، وسيعمل المختبر على مدار الـ 24 ساعة وفحص أكبر كمية من الوارد إلى السوق.
كما أكد المشرفون على المختبر بأن المختبر الصحي سوف يركز على جميع المنتجات الزراعية القادمة لسوق الخضار، كما نود أن نلفت نظر المسؤولين عن مراقبة السوق للخضروات القادمة من المزارع المحيطة بمدينة جدة، والتي يكتنفها الكثير من الغموض ولا تعرف مصادرها، وبعضها ينتج من مزارع تسقى معظم منتجاتها بمياه الصرف الآسنة، وهي تمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة.
والسؤال الذي يمكن طرحه هو: كيف يتم السيطرة على نقاط البيع الموجودة خارج نطاق السوق المركزية للخضار؟ كيف يضمن الإنسان الخضروات المسربة لنقاط البيع خارج نطاق الحلقة مثل (السوبرماركات)، والمحلات التجارية غير المنضبطة؟ كيف نخضع جميع الوارد إلى مدينة جدة للفحص والتدقيق في مدينة يسيطر على معظم تجارة خضرواتها عمالة وافدة تمارس معظم أعمالها بطرق غير مشروعة ومضرة بالصحة العامة؟
العبث بمصادر غذائنا لا ينطبق على الخضروات والفواكه فقط ولكنه يمتد إلى اللحوم مجهولة المصدر (بكل أنواعها)، والتي تدخل إلى مدينة جدة وتوزع على نقاط البيع (محلات، فنادق، مطاعم، وغيرها) دون معرفة مصادرها، وهل هي قادمة من خارج المملكة أو من داخلها؟ ومن الذي يقوم على توزيعها، وتسويقها؟ وهل هي صالحة للاستخدام الآدمي أم لا؟
كثير من مصادر غذائنا تحتاج إلى متابعة، وفحص، وملاحقة، لكل من يمارس هذه الأنشطة الضارة بصحة الإنسان، كما تحتاج إلى عقوبة رادعة لكل من يزرع بطرق مخالفة سواءً بالسقيا، أو بإضافة المبيدات ، أو بزيادة نسب الأسمدة الضارة، بدون وعي أو إرشاد زراعي ينبّه لهذه المخالفات، ويضمن سلامة المنتج قبل أن يصل إلى أيدي المستهلكين.
وجود مختبر داخل سوق الخضار لفحص المنتجات الزراعية المحلية والمستوردة خطوة جيدة على الطريق الصحيح، فكثير من أمراض سكان مدينة جدة ناتجة عن تلوث الغذاء الذي يتناولونه، وعدم صلاحيته للاستهلاك الآدمي، ومما يزيد الأمر سوءًا تصرف العمالة الوافدة مع مصادرنا الغذائية، والاستخفاف بجودتها النوعية، حتى أصبح الإنسان يساوره الشك في كل ما يأكل، ويتردد في تناول أي من الخضروات الطازجة، حتى يتم التأكد تماما من مصادرها، وأحيانا قد يخونه حرصه الشديد حول ما يأكل، فظاهر الثمرة قد لا يعطيك مصداقية لما في باطنها، ولعل أجهزة المختبر الإقليمي الحديثة تقبل الجيد وترفض الغث منها لكي نضمن سلامة الغذاء الذي يتناوله جميع المستهلكين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة