Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ردم الفجوة بين الصحافة و المسئول

حضرت اللقاءين اللذين عقدهما سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل وجمع فيهما بين رجال الصحافة و الإعلام و مسئولي الإدارات الحكومية ، و قد طُرحت في اللقاءين أسباب الفجوة وبعض الحلول التي يراها طرفا المشك

A A
حضرت اللقاءين اللذين عقدهما سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل وجمع فيهما بين رجال الصحافة و الإعلام و مسئولي الإدارات الحكومية ، و قد طُرحت في اللقاءين أسباب الفجوة وبعض الحلول التي يراها طرفا المشكلة.
وقد كان لي وجهة نظر تختلف نوعاً ما عما طُرح في اللقاءين ، وقد طلبت المشاركة في المرتين لإبدائها إلاّ أن حظّي كان ضعيفاً في المرتين حيث انتهى الوقت ولم تُتح لي الفرصة ، و هاأنذا أطرحها هنا ، و هي مبنية على أن هناك ما يشبه تعارض المصالح في العلاقة بين الجانبين –الصحافة و المسئول- فالمسئول يريد من الصحافة أن تتحدث عن أعمال و مشاريع و إنجازات إدارته و إبرازها أمام المجتمع ، و هو دور تقوم به الصحافة فعلاً و يسعد به المسئول ، و لكنه يريد -أو بشكل أدق يتمنى- أن تتوقف الصحافة عند هذا الحد ، و أن لا تتجاوزه إلى النقد لأداء المسئول و لا إلى الحديث عن جوانب القصور في أداء إدارته.
و من جهة أخرى الصحافة تقوم على الإثارة ، وبدونها ستسقط و تختفي أو تبقى باهتة لا لون لها و لا أثر ، و يغيب دورها في مكافحة الفساد و كشف القصور ، و ستغيب سلطتها التي اصطلح على تسميتها بالسلطة الرابعة ، و الإثارة لا تكون في الغالب إلاّ مع النقد و كشف جوانب القصور في المجتمع بشكل عام بهدف العلاج ،و هذا هو النقد البنّاء. بل إن أحد رؤساء التحرير السابقين لإحدى الصحف همس لي في مرة بأن الصحافة «تقتات على الإثارة» أي أن قوتها يأتي جله من وراء الإثارة التي تحدثها بما تنشره لجذب القراّء ، و من وراء القراء يأتي المعلنون الذين يضخون أموالهم من أجل الوصول إلى قراء الصحيفة ، الذين يتكاثرون بقدر ما تحدثه الصحيفة من إثارة !!
إذاً أين الحل ؟ و كيف نردم الفجوة بين الطرفين ؟
في رأيي أن الحل يكمن في تفهّم كل طرف لدور وطبيعة الطرف الآخر ، وبالتالي تبادل إحسان الظن بينهما ، خصوصاً بأن كلا الطرفين شركاء حقيقيون في التنمية و في رعاية و خدمة المصلحة العامة للوطن و المواطن ، و ليس لأي منهما أفضلية على الآخر.
فعلى المسئول أن يتفهم دور الصحافة و طبيعتها ، و أنها عين رقيب خارجية تساعده على تقييم أداء إدارته ، و تكشف له جوانب القصور ، فإن حصل هذا الفهم فبالتأكيد ستكون ردود فعله على ما تنشره الصحافة أكثر موضوعية ، فإن صح ما نُشر عن جوانب قصور أو نقد لأدائه أو أداء إدارته بادر إلى العلاج ، و إن لم يصح بادر إلى التوضيح.
و على الصحافة أن تتفهم طبيعة المسئول ، و أنه بحاجة إلى إبراز الجهود المميزة له و للعاملين معه في خدمة الوطن و المواطن ، و أن هذا بمثابة حافز على بذل المزيد من الجهود ، و أن من حقه تحري الصدق و الدقة فيما يُنشر ، فإن حصل هذا فإن الصحافة حققت المصداقية و قامت بدورها في تشجيع المسئولين على الأداء المتميز.
أما أن يكون فهمنا لردم الفجوة بين الصحافة و المسئول هو بسكوت الأولى عن نقد أداء المسئول و التوقف عن كشف جوانب القصور و عن فضح الفساد والمفسدين في بعض الجهات ، أو بالاقتصار على الثناء و إبراز الجهود لها ؛ فإننا بذلك سوف نعطل دور الصحافة وسلطاتها في ممارسة الرقابة ، و هو أمر لن يأتي بخير بل هو الشر كله ، إذ سيخلو الجو للمفسدين الأشرار فيستمرون في غيّهم و فسادهم الذي عكّر حياتنا.
بقي أن أقول أن هناك أفكاراً و نقاط طُرحت في اللقاءين أذكر منها ، التأكيد على سرعة إعطاء المعلومة من قبل الجهات الحكومية ، و تعيين متحدثين رسميين ، و أيضاً التنسيق بين مراسلي و محرري الصحف بحيث لا يتكرر طلب نفس المعلومة من نفس المسئول من قبل أكثر من مراسل و محرر من نفس الصحيفة ، أيضاً أن يكون هناك محررون متخصصون في بعض الشئون ليكون طرحهم أكثر موضوعية ، و غيرها من الأفكار الجيدة.
و الله الموفق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store