Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

البلاستيك وأثره في الصحة العامة

انتشرت صناعة البلاستيك في المملكة بشكل كبير، وأصبحت استخداماته في الحياة شبه يومية، بل أصبحت إلزامية في معظم مشترياتنا، فلا يخلو منزل أو سفرة طعام من مرفقات لمواد بلاستيكية كأدوات أساسية للطعام، ومنها

A A
انتشرت صناعة البلاستيك في المملكة بشكل كبير، وأصبحت استخداماته في الحياة شبه يومية، بل أصبحت إلزامية في معظم مشترياتنا، فلا يخلو منزل أو سفرة طعام من مرفقات لمواد بلاستيكية كأدوات أساسية للطعام، ومنها على سبيل المثال: سفر الطعام، والملاعق، والصحون، وغيرها، وأضحت مصانع البلاستيك وصناعته أكثر من غيرها، وأصبحت أسعاره رخيصة جدا وفي متناول الجميع.
ومن مشتقات البلاستيك «الأكياس النايلون» التي يستخدمها السواد الأعظم من الناس، وتوضع فيها أكثر مشترياتنا اليومية خاصة الأطعمة الساخنة مثل: الأرز من المطاعم، والفول، والتميس، والخبز، وغيرها، من الأغذية الساخنة جدا، والتي توضع مباشرة في الأكياس النايلون. والمشكلة هنا، إن هذه الأكياس مصنعة من مواد كيماوية وتحوي مركبات خطرة ومضرة بصحة الإنسان، وتتفاعل مباشرة مع المأكولات الحارة التي توضع فيها، وبذلك تكون المأكولات ملوثة بما تفرزه هذه الأكياس من مواد.
وقد اتخذت الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا موقفا احترازيا من هذه الأكياس (ومعظم المواد البلاستيكية)، ووضعت لها ضوابط وقيودا بحيث لا تزيد فيها المواد الكيمائية عن النسب المحددة لها، لأنها تصبح مضرة بالصحة. كما أن معظم المصنعات البلاستيكية مراقبة بدرجة عالية من قبل المنظمات والهيئات الدولية، لأنها ملوثة للبيئة، ومقاومة للتحلل والتآكل في البيئة الطبيعية، وقد يمر عليها مئات السنين دون أن تتحلل أو تتلاشى بفعل العوامل الطبيعية الخارجية، ولذلك حرص العالم المتقدم في إيجاد البدائل لهذه الصناعات، بحيث تكون غير مضرة بصحة الإنسان، وتكون صديقة للبيئة، وذلك بسرعة تحللها، وتلاشيها فور التخلص منها.
ونحن بدورنا نتساءل: هل هناك جهات معنية بالصحة العامة للمواطنين، تحرص على سلامتهم، وعدم تعرضهم للمواد الضارة، التي تحملها هذه المصنعات؟ ما الجهة المسؤولة عن حماية المستهلك، وأمنه الغذائي، وضمان جودة ما يقدم له من مأكولات خالية من المواد الضارة؟ هل تم إخضاع هذه المصنعات للفحص، وتحديد نسب المواد الضارة فيها قبل استخدامها ووصولها لأيدي المستهلكين؟ هل هناك توعية لعموم المستهلكين بما تحمله المصنعات البلاستيكية من مواد قد تكون خطرة، وبيان أوجه الضرر من عدمه، حتى يكون المستخدم على علم ودراية بما يقدم له؟
نجزم إنها مسؤولية وزارة التجارة، والجهات الأخرى المسؤولة عن جودة الغذاء ممثلة في حماية المستهلك من الأضرار، التي قد تكون موجودة في مثل هذه المصنعات، وخير دليل على ذلك الصحون والأواني المطلية بمادة الميلامين، والتي منعت وزارة التجارة تداولها في فترة من الفترات لأنها ملوثة ومضرة بالصحة، وحذرت منها هيئة الغذاء الأمريكية في أكتوبر عام 2008م، خاصة إذا زادت فيها نسب (الميلامين) عن الحدود الآمنة 2.5 جزء في المليون، أو كما حددتها هيئة سلامة الغذاء الأوروبية (بـ 0.5 ملجم/ كجم). ومن أجل صحة أفضل نأمل من وزارة التجارة أن تخضع هذه المصنّعات البلاستيكية، التي نضع فيها مأكولاتنا خاصة الساخنة للفحص والاختبار حتى نضمن جودة ما نأكل، أو أن تجد البدائل ذات المواصفات الجيدة والأقل ضررا، أو استبدالها بمصنّعات تتحمل درجات حرارة عالية مثل حاويات القصدير الذي يتحمل الحرارة بدون أضرار جانبية، وأن تختار البدائل التي تكون صديقة للبيئة عوضا عن المواد البلاستيكية الضارة بالبيئة والتي سيطرت على معظم مجريات حياتنا.
وختاماً, هل يوجد لدينا هيئة لسلامة الغذاء في السعودية ؟ وإذا كانت الإجابة بنعم: فما دورها؟ وماذا تعمل؟
.
.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة