صاحب حظ عظيم!!

ذكرت المدينة (1 فبراير) بعض تفاصيل ما أسمته (أغرب قضية خلافية شغلت جهات حكومية) جاء فيها أن أمانة محافظة جدة وقعّت قبل أكثر من 10 سنوات عقداً لتأجير أرض تابعة لها لمدة 20 سنة مع مستثمر، ثم (بقدرة قادر) منحت الأرض نفسها (التي تدر عليها دخلاً) لشخص ما. إنه فعلا صاحب حظ عظيم.بكل بساطة يتم تطبيق منحة على أرض مملوكة للأمانة ومؤجرة للغير. وهذا الغير سارع إلى بيعها وقبض الثمن. اليوم وبعد أن كانت الأمانة تتحصل على مبلغ 351 ألف ريال إيجاراً سنوياً (أكثر من 7 ملايين في 20 سنة) أصبحت مديونة للمستأجر ومطالبة بتعويضه على قدر خسارته. لا أعلم في أي عهد حدث تطبيق المنحة، ومن الذي أصدر موافقته المباشرة عليها، ولكنه تعبير فاضح عن مدى تغلغل الفساد في بعض الأجهزة الحكومية. وهي كذلك صورة من صور اللامبالاة، فالمسؤول الذي يوافق هنا لا يهتم بمساءلة ولا عقوبة ولا يحزنون، بل نحزن نحن المواطنين الغلابى المتاعيس الذين تتكرم علينا الأمانة بعد انتظار بأرض خربة في آخر الدنيا لا ثمر فيها ولا شجر ولا ماء ولا كهرباء ولا رصيف ولا إسفلت. وأما السوبر مواطن فيحصل على أرض في قلب البلد لا يقل ثمنها عن خمسة أو ستة ملايين ريال. هذه بعض الحقيقة! أما الأسئلة الأخرى التي يمكن هنا إثارتها فكثيرة، منها على سبيل المثال (لا الحصر) والحصر هنا صعب جداً جداً:•من الذي وافق؟ وكيف وافق؟ ومن قبض رشاوى من تحت الطاولة ليتم هذه الصفقة الظالمة في حق المواطن والمواطنين؟•كم من الصفقات أمثالها تمت في هدوء وسلام، وتوزعت على إثرها الغنائم العظام؟•هل سعادة المسؤول الذي وافق على المنحة ما زال على رأس العمل يمارس الصلاحيات و(يطج) التوقيعات.•كم من الصفقات أمثالها تمت في الرياض والدمام ومكة والمدينة، والطائف وأبها، وتبوك والباحة وغيرها كثير؟!أيها السادة المسؤولون: فتشوا عن الحقائق المرعبة في كل مدينة وقرية، وكل مركز وهجرة، فعلامات الاستفهام كثيرة وحائرة ومعقدة!!.