Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافتنا والارتباط بالآلة..!

جميل جدًا أن نسابق الزمن ونلحق بالركب الأممي المتقدم كثيرًا في فضاءات التقنية والإنترنت والتعامل اليومي مع أجهزة الحاسوب ومختلف أصناف الأجهزة اللوحية، والأجمل من ذلك أن تتم الاستفادة من ثورة الإعلا

A A

جميل جدًا أن نسابق الزمن ونلحق بالركب الأممي المتقدم كثيرًا في فضاءات التقنية والإنترنت والتعامل اليومي مع أجهزة الحاسوب ومختلف أصناف الأجهزة اللوحية، والأجمل من ذلك أن تتم الاستفادة من ثورة الإعلام الجديد، والقفزة الهائلة في ميادين الاتصال في التنوير والاستزادة الثقافية من مناهل الفكر والعلم والمعرفة، حتى أن العلم والتعلم في زمننا لم يعد تقليديًا ورهنًا بأساليب التلقين والتحفيظ دون إبداع وفهم، بل تجاوز ذلك إلى تحضير رسائل الماجستير والدكتوراة ومناقشتها من خلال القاعات الصوتية والتعلم عن بعد فيما ينعت بالتعليم المطور، ذلك التعليم الذي ترفضه بعض العقليات المحنطة المرتهنة إلى البيروقراطية في طرق التعليم، والمسلمة سلفًا بأنظمة تخطاها الزمن بمراحل!
ومن هذا المنطلق، يجب أن يكون الاهتمام بالتعامل مع وسائل الاتصال والتعلم الجديدة مبنيًا على منهج ثقافي متّزن يستند إلى البرامج والمشاريع التي تسهم في بناء فكر المجتمع، وتنهض بمقدراته ومكتسباته، وتصقل مواهبه الإبداعية في شتى المجالات، ولعل ما يلحظ في الجانب المعاكس، هو ذلك الارتباط الخطير بالآلات والأجهزة مما أثر على هوية بعض الشباب، حيث تجد في كل ركن وزاوية ومقهى شابًا يمسك بآلته ومنشغلًا بها، وكأنه في وادٍ والعالم حوله في وادٍ آخر!
والسؤال هنا، هل إلى هذا الحد أصبحت ثقافة هؤلاء مرتبطة بالآلة فقط دون حصانة وحماية للهوية والأفكار والمعتقدات التي تسير حياة الإنسان المسلم؟!
أظن أن المجال مفتوح لإجابات عدة وأسباب لا تتوقف عند مجرد الانحناء على الآلة دون اختيار وتمحيص وتركيز في أهمية المضمون والوقت المقدم لهذه الأجهزة التي أبعدت غالبية مستخدميها عن الواقع الذي يعيشه؛ والخشية ما دام أن الحال هذه انهماك بعض الغارقين في حب تلك الآلات في واقع افتراضي لا يعيشه إلا هو..!
نعم للإبداع مع الآلة، ويفترض أن نعتدل في استخدام تلك التقنيات كي نفيد منها دونما حدوث الضرر المؤسف للثقافة والهوية، وربما العادات والتقاليد الحسنة..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store