Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحزم لحماية المؤسسة التعليمية

* حادثة الشغب التي وقعت في مدرسة البنات السابعة عشرة المتوسطة في مكة المكرمة شرفها الله أثارت في دواخلي فزعاً أرجو العلي القدير أن لا يصبح هاجساً مرضياً،ً أو فوبيا تلازمني بقية حياتي. فما حدث لا يمكن فهمه أو حتى استيعابه إلاّ في الكينونات المجتمعية الإجرامية، مثل الإصلاحيات أو السجون أو دور المجرمين والمجرمات.

A A
* حادثة الشغب التي وقعت في مدرسة البنات السابعة عشرة المتوسطة في مكة المكرمة شرفها الله أثارت في دواخلي فزعاً أرجو العلي القدير أن لا يصبح هاجساً مرضياً،ً أو فوبيا تلازمني بقية حياتي. فما حدث لا يمكن فهمه أو حتى استيعابه إلاّ في الكينونات المجتمعية الإجرامية، مثل الإصلاحيات أو السجون أو دور المجرمين والمجرمات. أمّا أن يحدث شغب بمثل ما حدث في مكة المكرمة، وفي مدرسة متوسطة للبنات ولطالبات لازلن في عمر الزهور وضد المؤسسة التعليمية، فهذه كارثة مجتمعية مخيفة يجب التعامل معها بكل حزم وصرامة. * قد يتفلسف ويتفذلك البعض كما هي العادة في مجتمعنا في أيامنا هذه، ويلوم إدارة المدرسة، أو يتهم إحدى المسؤولات بالتسبب في حالة الشغب لشدتها وقسوتها مع الطالبات إلى آخر المبررات الواهية التي أصبح بعضنا يتفنن فيها وفي ترديدها وإخراجها في مسوح مزركشة توحي للآخرين بصدقيتها وموضوعيتها، وهي ليست سوى وهم في وهم.* ولكن ما هو ثابت في فهمي، وأرجو ألا يكون قاصراً، أن هكذا حادثة ومن طالبات صغيرات في السن وضد مؤسسة تعليمية، إنما هي نذير خطر يهدد مستقبل ليس التعليم والمؤسسة التعليمية في كينونتنا المجتمعية المحلية، بل البناء المجتمعي بأسره. فالمؤسسة التعليمية مثلها مثل المؤسسة المجتمعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل وهي الأسرة يجب احترامها وتقديرها، والحفاظ على هيبتها ومكانتها المجتمعية، حتى تؤدي أدوارها التعليمية والتربوية بما يعود بالخير على المجتمع وأفراده، وإحداث التنمية الحقيقية والنقلات التطويرية الفعلية، وأي إخلال في هكذا مؤسسة يعني إحداثاً عكسياً لأدوارها وتحوّلها ومخرجاتها إلى عوامل هدم وآليات تخريب للبناء المجتمعي العام.* وهذا كله يدعوني إلى مطالبة كل الجهات المسؤولة سواء إدارة التربية والتعليم للبنات في مكة المكرمة أو الشرطة أو الأجهزة القضائية إلى النظر فقط، إلى أن هذه الحادثة ليست سوى جريمة في حق المؤسسة التعليمية، بغض النظر عن سلوكيات خاطئة أو متشددة من هذه الإدارية أو تلك المعلمة. وأن هكذا جريمة يجب التعامل معها بحزم وصرامة شديدين حتى لا نترك الباب على الغارب، خاصة وأن التهديدات التي وصلت إلى حد القتل تلاحق وكيلة المدرسة.* أعرف وأدرك تماماً أن حوادث شغب قد تحدث في أي مجتمع، لأن ذلك من طبيعة الإنسان في خيره وشره، ولكن ما أعرفه وأؤمن به جيداً أن رب البشر وهو الأعلم بسرائرهم وضع عقوبات صارمة على مَن يتسبب في ضرر مجتمعي عام، وهو ما يجب أن نفعله مع مَن أحدثن شغب المتوسطة السابعة عشرة للبنات في مكة المكرمة حماها الله من كل سوء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store