Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«أضواء على الأخطاء والمضاعفات والإهمال الطبي» (1-2)

هناك مجالات يحلو للناس الخوض فيها بدون قيود ولا حواجز، ولا سابق معرفة، ويستوي في ذلك المثقفون والمتعلمون وغيرهم.

A A
هناك مجالات يحلو للناس الخوض فيها بدون قيود ولا حواجز، ولا سابق معرفة، ويستوي في ذلك المثقفون والمتعلمون وغيرهم. وهي الدين والطب، ولقد تصدّى عدد من المشايخ والعلماء وبعض طلبة العلم لمن يخوض في الدين، ويفتي فيه بغير علم، بل وطالبوا بالضرب على يده، وكفّه، وجعله عبرة لمن يعتبر.. ومعهم الحق في ذلك، كل الحق، لكن يبقى الطب والخوض في العلوم الطبية، والأطباء، وتقييمهم، والحكم عليهم وعلى أفعالهم، بل وحتى تجريمهم، والحكم على الأدوية ووصفها، وأيضًا النصح باستعمال بعض الخلطات السحرية، وأيضًا الأدوية المجربة، ويستشهدون بذلك بأسماء ربما لا تعرف شيئًا عن ما يُنسب إليها.
وظهر في الآونة الأخيرة الكثير من الكلام في وسائل الإعلام المختلفة، من صحف ومجلات وإعلام مرئي ومسموع تتحدث عن الأخطاء الطبية، المضاعفات الطبية، الإهمال الطبي.
وحتى لا أتّهم بأني أخوض في أمر لا يقع ضمن اختصاصي، ولأن هذا الأمر يثير اهتمامي البالغ فقد تواصلت مع أحد الزملاء ممّن أعرف، وهو طبيب استشاري في الجراحة والطوارئ، ومستشار طبي لمدة تربو على 25 عامًا؛ لأستبين منه حقيقة الوضع فأفادني بما يلي:
1- الخطأ الطبي هو أن يكون هناك خطأ صريح وواضح، إمّا في التشخيص، أو العلاج بشقيه الدوائي، أو الجراحي، أو بهما معًا.. ومثال ذلك أن تأتي سيدة تعاني من ألم في البطن، وهي متزوجة، وتأخرت عنها الدورة الشهرية، وتعاني من آلام مبرحة في البطن، فيقوم الطبيب بدون أي فحوصات أو تحاليل بتشخيص الحالة على أنها تلبك معوي، ويصف لها العلاج على هذا الأساس، بينما تكون السيدة حاملاً في حمل خارج الرحم، وانفجاره قد يودي بحياتها -لا سمح الله- فتخرج من عنده، وينفجر الحمل خارج الرحم، وتنزف، وقد تُدرك في آخر لحظة، وقد لا تُدرك فتنتقل إلى رحمة الله، وهذا خطأ طبي فادح.
أو أن يكون هناك مصاب بالتهاب في الزائدة الدودية، ويُشخّص على أنه مصابٌ بمغصٍ كلويٍّ، أو تلبك معوي، وتنفجر الزائدة ويتفاقم الأمر.
هذا بالنسبة إلى الخطأ في التشخيص.
أمّا الخطأ في العلاج، فقد يتم كتابة دواء قوي يسبب استعماله بجرعة زائدة، أو لفترة طويلة فشلاً في الكلى، أو الكبد، أو مشكلات أخرى في الجسم، أو دواء يسبب حساسية، قد تكون قاتلة في بعض الأحيان عند بعض المرضى كالحساسية من البنسلين، وغيره دون أن يسأل المريض عن ذلك، أو بكتابة دواء قد يتعارض مع أدوية أخرى يستعملها المريض، ولا يكلّف الطبيب نفسه سؤال المريض عن الأدوية التي يتعاطاها.
وللحديث بقية لنكمل أمثلة عن الخطأ في الجراحة، وما يُسمّى بالأخطاء الطبية، والمضاعفات الطبية، والإهمال الطبي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store