Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الجامعات المتخصصة.. ضرورة إستراتيجية (1- 2)

شهدت مسيرة التعليم العالي بالمملكة نشأة ما يزيد على الثلاثين جامعة، ويغلب على معظمها ما يمكن تسميته بـ"النمطية" و"التقليدية"، ولعل لصانع القرار -حينذاك- تصوراته وخططه المقبولة في نمطية وتقليدية الج

A A

شهدت مسيرة التعليم العالي بالمملكة نشأة ما يزيد على الثلاثين جامعة، ويغلب على معظمها ما يمكن تسميته بـ"النمطية" و"التقليدية"، ولعل لصانع القرار -حينذاك- تصوراته وخططه المقبولة في نمطية وتقليدية الجامعات، والتي ليس من أقلها حاجة المجتمع الملحة لكافة التخصصات.
إن مما لا شك فيه أن للتعليم الجامعي "التقليدي" مثالب كثيرة، حيث إنه يركز على حشو دماغ الطالب بمعلومات كثيرة جدا بحيث تصبح عديمة الفائدة حال تخرجه، وذلك لعدم ملاءمتها لمتطلبات سوق العمل، مع إهمال تزويده بالمهارات المهنية المستدامة. كما نجد أن الجامعة "الشمولية" تفقد القدرة على تركيز جهودها في صياغة سياسة تعليمية متخصصة ومحددة تجعل من الجامعة حلقة وصل بين تعليم الطالب الأساسي (ما قبل الجامعي) وسوق العمل (ما بعد الجامعي). لقد خطى العالم خطوات مميزة في استحداث "الجامعات المتخصصة". ولم يكن ذلك حكراً على دول الغرب، بل أن الهند مثلاً بها أكثر من 100 جامعة متخصصة "زراعية وطبية وفي الفنون الجميلة واللغات والقانون".
إن الجامعات التربوية كنوع من الجامعات المتخصصة مهمتها الرقي بالتعليم العام والمساهمة في تحسين مستوى المعلمين والمعلمات. إننا نجد في اليابان ما مجموعه 6 جامعات تربوية، ولقد خرجت جامعة شنجهاي في الصين ما يزيد على 50 ألف معلم ومعلمة.
إن من أشهر الجامعات التقنية عالمياً الجامعات التقنية الألمانية والتي تتمتع بسمعة عالمية لاعتبارها مراكز صناعة مهندسي المستقبل، ويبلغ عددها 170 (معهدا)، ويؤمها أكثر من ربع الطلبة الألمان. وحين سأل الكاتب عبدالله المغلوث المواطن الأمريكي فون رينجر خريج جامعة Mines Colorado School of الحكومية -كما ذكر في صحيفة الوطن في مقاله "لا للطب" في عدد الجمعة 27 جمادى الأولى 1430 هـ- عن سبب اعتزازه بجامعته التي حصل منها على درجة البكالوريوس في هندسة التعدين وإلحاحه في الترويج لهذه الجامعة دون سائر الجامعات التي تخرج منها، أجاب: "لأنها ليست سوبر ماركت"، كون Mines School of متخصصة في الهندسة والعلوم التطبيقية، ولم تنجرف كبقية الجامعات إلى فتح التخصصات الواحد تلو الآخر مما يفقدها تركيزها، وشيئاً فشيئاً سمعتها ومكانتها على حد قوله.
إنني أرى أن الوقت أصبح مواتياً لتبني مفهوم الجامعات المتخصصة كخيار استراتيجي.. وبالله التوفيق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store