Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«جسفت».. الطموح والمعوقات

«جسفت».. الطموح والمعوقات

حمل قرار وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية، الذي صدر قبل ثلاثة أعوام تقريبًا، وقضى بإنشاء جمعية للتشكيليين (جسفت) البشارة لجموع الفنانين والفنانات في كافة أرجاء المملكة، من واقع

A A

حمل قرار وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية، الذي صدر قبل ثلاثة أعوام تقريبًا، وقضى بإنشاء جمعية للتشكيليين (جسفت) البشارة لجموع الفنانين والفنانات في كافة أرجاء المملكة، من واقع أنهم قد انتظروا هذه اللحظة طويلاً، معلقين على هذه الجمعية الوليدة الكثير من الآمال والطموحات التي من شأنها أن تعيد ترتيب التشكيلي السعودي، وتعمل على تنظيم الجهود فيه بما يسهم في إثراء الحراك الثقافي على نحو منهج ومنظم ومدروس.. غير أن واقع الحال الذي جابهته هذه الجمعية الوليدة ذهب بالاتجاه المعاكس لتلك الآمال والطموحات، فقد أطلت هذه الجمعية الوليدة من مهدها لتجابه معضلة العقبات المالية، حيث لم يكن ثمة مورد مالي ثابت تستطيع من خلاله الإيفاء بالتزاماتها، وتنفيذ برنامجها الموضوع، وإنزال خططها على أرض الواقع، ولم يكن العوز المالي هو العقبة الوحيدة، فقد كان لعدم وجود مقر ثابت للجمعية أثره الكبير في حالة عدم الاستقرار التي لازمت عملها خلال هذه السنوات، برغم أنها استعاضت عن ذلك بمقر مؤقت في معهد العاصمة النموذجي بالرياض.. ورغم هذه الظروف الصعبة إلا أن أعضاء مجلس إدارة الجمعية اجتهدوا ما وسعهم الجهد في تجاوزها، لتطل في وسطهم ثالثة الأثافي متمثلة في نشوب خلافات بين الأعضاء، الأمر الذي انتهى ببعضهم إلى إعلان انسحابه من مجلس الإدارة، لتكتمل كل شروط عدم الاستقرار، بأضلاعها الثلاثة، لا مال، لا مقر، وخلافات وانسحابات.. لتكون المحصلة من كل ذلك وضع غير مستقر بجمعية التشكيليين..
ورغم هذا الوضع الذي أشرنا إليه؛ إلا أن الجمعية الرئيسة عمدت إلى فتح فروع لها في عدة مدن تلبية لطلبات الأعضاء في تلك المناطق، فنشأت للجمعية فروع في الرياض والمدينة المنوّرة والجوف وجدة، وكل هذه الفروع ورثت مشاكل الجمعية الأم من عجز مالي وعدم وجود مقرات، مضاف إلى ذلك عدم وجود آلية محددة لإقامة النشاطات والفعاليات التشكيلية.
وإذا خصصنا الحديث عن فرع الجمعية بمدينة جدة، فالأمر لا يبدو مختلفًا البتة، فبعد الاستبشار العريض بافتتاح الفرع وترشيح الفنان نهار مرزوق رئيسًا والفنان الرائد هشام بنجابي نائبًا له، كانت الآمال عريضة في أن يلمس فنانو جدة نشاطًا ملحوظًا في الأشهر الثلاثة التي تلت التأسيس؛ إلا أن الواقع لم يشر إلى أي بوادر لإقامة أي فعالية من معرض أو دورة أو محاضرة، برغم وجود معينات تساعد الجمعية على تجاوز قصورها المالي، فهناك صالات كثيرة في هذه المدينة على استعداد للتعاون مع الجمعية في استقبال معارضها وإقامة الدورات والندوات دون كلفة مالية، متى ما وجدت الرغبة الملحة من جمعية جدة في إثراء الساحة التشكيلية، وهي مبادرة تسجل لهم، وستكون انطلاقة مميزة للجمعية لو استغلتها أحسن استغلال. ومع قناعتنا أن مثل هذه الحلول غير متوفرة في كل المدن، وهي ليست حلولاً جذرية، بل معالجات مؤقتة، لذلك نأمل أن تتفاعل وزارة المالية مع جمعية التشكيليين والجمعيات الأخرى في صرف إعاناتهم، حتى تتمكن من أداء رسالتها على الوجه المنشود.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store