Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هوامير الفئران .. قادمون!

هدأت الأمور بانحسار مرض أنفلونزا الخنازير.. وتوقفت بيانات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة عن عدد المصابين والوفيات. وخََفَتَ وهج التطعيمات، وجدل جدوى اللقاح وسلامته. وبدأت المجتمعات تتعايش مع الوباء بشكل طبيعي، رغم ما صاحب بداياته من رعب وقلق وتضارب في البيانات والتقارير الصحية.

A A
هدأت الأمور بانحسار مرض أنفلونزا الخنازير.. وتوقفت بيانات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة عن عدد المصابين والوفيات. وخََفَتَ وهج التطعيمات، وجدل جدوى اللقاح وسلامته. وبدأت المجتمعات تتعايش مع الوباء بشكل طبيعي، رغم ما صاحب بداياته من رعب وقلق وتضارب في البيانات والتقارير الصحية. وما تلاه من تخبط وارتباك واضح من قِبل المسؤولين في وزارة الصحة حيال مواجهة المرض.* فازت شركات الأدوية بالعقود، وخرجت وكالات الدعاية والإعلان بملايين من حملات التوعية والتثقيف، وانصرف السماسرة يبحثون عن مرض جديد للتكسب من ورائه. وبدأوا يقنعون الناس ان 45 مرضاً تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان من جرّاء التمزق البيئي، والاحتباس الحراري الذي تشهده الكرة الأرضية، وزيادة الأماكن الحضرية التي تؤوي أعداداً كبيرة من البشر. وشرعت شركات النصب تبث تقارير طبية تقول (ان التحولات الأخيرة في تاريخ الإنسان لعبت دوراً مهماً في انتشار الأمراض خصوصاً من ناحية العولمة، والتحوّل الايكولوجي، واستخدام الأرض وطرق الزراعة) ولأنهم أذكياء جداً، ويعرفون جيداً ان سكان جدة أصبحوا في حالة من القلق بعد انتقال الفئران السمينة من الشاطئ إلى أحيائهم ومنازلهم في الفترة الأخيرة.* فقد فكرت شركات الأدوية بعد رصد هذه الظاهرة الجداوية في صفقة عالمية جديدة وبدأت التمهيد لها بإعلان يقول إن الفئران تستعد الآن لإطلاق فايروس HANTAVIRUS وهو يؤدي إلى الإصابة بالحمّى الشوكية، وصعوبة التنفس، وسيقتل أربعة من كل خمسة مصابين من جرّاء النزيف الداخلي، ولا يوجد له علاج منذ اكتشافه في عام 1993م. ويتوقع أن يصل عدد المصابين بين 60 و150 ألفاً في العام. وتكمن مشكلة هذا الوباء في قدرته على الانتشار في أي لحظة عندما تتوافر متطلبات ذلك عند حدوث زيادة كبيرة في أعداد الفئران. خصوصاً في المدن المزدحمة بالسكان، الأمر الذي سيؤدي إلى احتكاك الفئران بالبشر وهذا سيسرع بانتشار الوباء. وقالوا إن الأبحاث أكدت أن المواجهة تقتضي الاستفادة من بعض أنواع الفئران التي لديها مناعة ضد الفيروس، وزيادة تكاثرها لتخفيف نسبة الانتشار.* يبدو أن فئران جدة كانت أكثر ذكاء من هذه الشركات، فقررت الرحيل من الكورنيش إلى المنازل ليسهل صيدها وتصديرها للخارج وبيعها بالملايين على شركات إنتاج الأمصال لتثبت للعالم أن أمانة جدة غير.. وانها قادرة على تنويع وتنمية الاستثمارات، وتنويع مصادر الدخل، وتحويل القوارض إلى منتج استثماري بعوائد مجزية، بدلاً من صرف الملايين على مكافحتها وإهدار هذه الثروة الوطنية التي ستدخل تاريخ الاقتصاد من أوسع الأبواب.* خوفي أن يظهر هوامير مشابهين لهوامير بطاقات سوا، والبورصة، والبيض، ولحوم المرعى، والمساهمات الوهمية.وتنشأ مشاريع لتسمين الفئران وتأسيس بورصة تفتك بجيوب السذج وتمتص دماءهم ومدخراتهم وصحتهم.. فماذا نحن فاعلون؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store