Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رحل نايف الفكر والسلام

فجع العالمان الإسلامي والعربي من محيطه إلى خليجه برحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي بعد أن خلف سيرة بطل وقائد ومفكر.

A A
فجع العالمان الإسلامي والعربي من محيطه إلى خليجه برحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي بعد أن خلف سيرة بطل وقائد ومفكر. ولاشك أن الأمم تتأثر حتما بوداع شخصياتها الفذة والناجحة، كيف لا والراحل أحد أبرزالشخصيات السياسية والقيادية في العالم أجمع. رجل بقامة نايف بن عبدالعزيز يفتقد، وقيادي بحجمه يرثى. إنه القيادي الذي تقلد بعد تخرجه في مدرسة والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن «طيب الله ثراه» أهم المناصب في ريعان شبابه،حيث عين عام 1371هـ، وكيلا لإمارة منطقة الرياض في عهد الملك عبدالعزيز، ثم عين في عام 1395هـ، وزيرا للداخلية. وفي العام 1432هـ، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمرا ملكيا بتعيينه وليا للعهد خلفا للأمير سلطان بن عبدالعزيز»غفر الله له»، ومن هنا فإن سيرة قيادية تصل إلى تلك المناصب العليا لتؤكد على ما كان يتمتع به الأمير نايف من صفات القائد المحنك الذي عرف بحزمه وحكمته في ذات الوقت، ولايخفى على الباحثين والمؤرخين رصد مواقفه العالمية في كبح جماح الإرهاب والتطرف إذ يعد باني خطط الردع والاحتواء في منحى «استراتيجي أمني وفكري» شهد له العالم الغربي. بلى، كان الفقيد صانع «الاستراتيجيات «، ومؤسس قيم التعايش والسلام، ويحسب له الاهتمام بالثقافة والبحث العلمي، فضلا عن دعمه الكبير للمشاريع الفكرية والتنموية والاجتماعية، إنه حقا رجل دولة، ودولة في رجل؛ عاش باذلا معطاء لشعبه وأمته، فنجح في ترك سيرة عبقة رسمت لكل طموح تتبع سيرة قائد غيورعلى دينه ووطنه. ولذلك استحق الأمير نايف درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية عام 1430هـ، كما كان أهلا لوشاح الملك عبدالعزيز، ووسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا عام 1977م، ولايمكن أن ينسى العرب أنه الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث أسس للعديد من المفاهيم الأمنية والثوابت التي انعكست على أمن العرب من جميع الجوانب.
رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، وجعل مثواه الجنة، وأسكنه الفردوس الأعلى، وألهمنا لفقده الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store