Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأستاذ الجامعي . . حصانة . . فيها نظر!

يقول الدكتور عمر محمد النمر في مقاله « أخلاقيات مهنة التدريس الجامعي» في 19 ديسمبر 2011 هـ «..

A A
يقول الدكتور عمر محمد النمر في مقاله « أخلاقيات مهنة التدريس الجامعي» في 19 ديسمبر 2011 هـ «.. تعدّ مهنة التدريس الجامعي رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحظى باهتمام الجميع، لما لها من تأثير عظيم في حاضر الأمة ومستقبلها «, ولا أستطيع إلا أن أتفق معه كليّا , ولكن هل تمنحه هذه المنزلة حصانة أبدية إلى أن يترك الجامعة باختياره ؟ ماذا لو ابتعد الأستاذ الجامعي عن القيم والأعراف والأخلاقيات الجامعية المتعارف عليها , هل نعامله كأحد موظفي الدولة المدنيين الذين لايستبعدهم من وظائفهم إلا أن يغيب عن الدوام اليومي خمسة عشر يوما متواصلة فقط؟ أما أن يبقى سلبيا في تدريسه , مقصرا في بحثه العلمي , ضعيفا في عطائه الأكاديمي وقد يتدنى أكثر فيصبح عقبة في سبيل تطوّر التعليم الجامعي , أو قد يكون تعامله مع الطلاب غير مقبول ( أكاديميا وأخلاقيا ) : فكل ذلك لا يؤثر ( حقيقة ) على وضعه في الجامعة بل قد يستمر - استاذا جامعيا - رغم أنف الجميع ! هل نقبل منه – مثلا - تحت مسمى ( التفرغ الجزئي ) المقنّن نظاما , أن يبتعد بشكل شبه كلي عن الجامعة وينخرط بالكليّة في العمل الخاص ولا يجد رقيبا أو حسيبا عليه! . إنني أعلم أنني سوف أستفز الكثير من الزملاء بحديثي هذا , وبرغم ثقتي أن هناك الكثير من المتميزين والمبدعين إلا أنهم يعلمون مثلي أن بعضا من أساتذة الجامعة بدأوا ينحرفون عن المسار الأكاديمي ويصبحون عبئا على جامعاتهم وأذى ظاهرا للطلاب وغصة في نحور جامعاتهم! إن العديد من الدول - ولن أسميها لكثرتها – قد استدركت كل تلك الاحتمالات السيئة فقننت العلاقة بين الأستاذ الجامعي والجامعة من خلال عقد محدد المدة ( سنويّ مثلا ) يعتمد التجديد فيه على ضوابط منها رضى المستفيد من الخدمة ( الطالب) و إيجابية العطاء في البحث والنشر العلمي ومنها التزامه بالساعات المكتبية ومدى الانضباط فيها و كذلك المشاركة الفاعلة في أنشطة الجامعة والمشاركة في اللجان المختلفة والأنشطة اللاصفية وخدمة المجتمع . إننا في أمسّ الحاجة لخدمات أساتذتنا الجامعيين – برغم محدودية أعدادهم - ولن نتمكن من رفع نسبة ذلك العطاء إلا من خلال تقنين مدة العقد بين الجامعة والأستاذ. . وحينها سيكون البقاء للأصلح . . وبالله التوفيق .* وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store