التعليم العالي . . والسعودة. . نظرة فاحصة

نشرت دورية Science Business في 26 يونية الحالي (2012م) تقريرا للسيد " ألان "ALAN بعنوان "العلماء الأجانب مفتاح الاختراعات و براءات الاختراع الامريكية " وفي هذا التقرير أكد أن أعلى عشر جامعات أمريكية في مجال براءات الاختراع حصلت عام 2011م على (1466) براءة اختراع , وأن 76% من الباحثين المشاركين للحصول عليها من تلك الجامعات لم يكونوا " أمريكيي المولد " بل من "المهاجرين الأجانب ! " كما ذكر التقرير أن المردود المالي لأعلى عشرة براءات منها زاد على 500 مليون دولار. وللعلم فإن " القانون الأمريكي المعدل للهجرة والتجنس " الذي تم العمل به منذ عام 1968 م سهّل كثيرا عملية استقطاب الباحثين الأجانب خصوصا في علوم مثل الطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات والحاسبات وتم ربط الاقتصاد الوطني به . وبرغم ذلك فإن كاتب التقرير شدد على أهمية تسهيل دخول العلماء والباحثين الأجانب أكثر مما هو عليه حاليا , بل والتسريع أكثر في منحهم الجنسية الامريكية ! . لقد لفت هذا التقرير نظري ونحن نواجه تحديين وطنيين مهمين الأول هو ندرة أعضاء هيئة التدريس ( المؤهلين ) في الجامعات السعودية عموما وخصوصا في الجامعات الناشئة – وهي الأغلبية – كما نشرذلك محمد الغامدي في عكاظ في 21/7/1433 هـ في مقاله " ندرة في تخصصات أعضاء هيئة تدريس الهندسة والطب " والثاني وجود توجه وطني حقيقي وجاد لدعم البحث العلمي ومايصاحبه من ندرة الباحثين عموما. إنني أعلم أن " السعودة " تمثل توجها وطنيا أتفق معه تماما : إلا في " التعليم العالي والبحث العلمي " , وعليه فإنني أرجو أن تأخذ وزارة التعليم العالي بزمام المبادرة لوضع أنظمة وآليات محددة وصارمة لاستقطاب وتوطين كفاءات علمية من كل أنحاء العالم , وبالمناسبة فهناك المئات بل الألوف من الباحثين العرب والمسلمين العاملين في مراكز علمية مرموقة في دول الغرب سيسعدهم أن يتم استقطابهم وتوطينهم في المملكة . لاشك أن " تأشيرة عالم " خطوة طيبة ولكنها مؤقتة ولا تمنح الاستمرارية ولا الولاء للباحث. ولمن يقول وماذا عسانا فاعلين بطلابنا الدارسين في منحة خادم الحرمين وهل هناك تعارض؟ أقول بثقة لاتعارض !. . وانتظروني في المقال القادم للتفصيل . . وبالله التوفيق
*وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة