Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التكاتف في مفهوم التعارف..!

التكاتف في مفهوم التعارف..!

إنَّ الأفكَارَ الجَديدةَ لَن تَتوقَّفَ عِند حَدٍّ، ولا تَتجمّدَ في عَصرٍ، بَل هي مُشتركٌ إنسَانيٌّ تَتوَالَدُ وتَتكاثَرُ زَمنًا بَعد زَمنٍ..!

A A

إنَّ الأفكَارَ الجَديدةَ لَن تَتوقَّفَ عِند حَدٍّ، ولا تَتجمّدَ في عَصرٍ، بَل هي مُشتركٌ إنسَانيٌّ تَتوَالَدُ وتَتكاثَرُ زَمنًا بَعد زَمنٍ..!
فمِن وسَائل التَّعارُف -مَثلاً- في السَّابق، فِكرة «المُراسَلَة»، وقَد كُنتُ مَمَّن يَتعاطَى مَع هَذا الفَنِّ، ومِن المُتابعين لهوايَات التَّراسُلِ، ثُمَّ جَاء «الفيس بوك»، و»تويتر»، وزَادَا الرَّسائل تَواصلاً واتّصالاً.. ولَكن كُلّ ذَلك كَان «تَراسلاً في العَالَم الافترَاضي»، بمعنَى أنَّك تَتعامَل مَع حروفٍ ورموزٍ، ولَيس مَع أجسَادٍ ومشَاعر..!
وقَبل أيَّام التقيتُ بصَديقي الدّكتور الإعلامي «سعود المصيبيح»، وتَفضَّل عَليَّ بكُتيِّبٍ صَغيرٍ اسمه «تَعارفوا»، مِن تَأليفه هو وابنته «إيثار»، ففرحتُ بالفِكرةِ التي قَام عَليها صُلبُ الكِتَابِ..!
والفِكرَةُ باختصَارٍ -كَما ذَكَر مُؤلِّفاها- أنَّ الله -جَلَّ وعَزَّ- خَلَقَ النَّاس «ليَتعَارفوا»، ومِن هَذا البَابِ لابدّ مِن إيجَادِ سُبلٍ للتَّعارُفِ..!
وقَد طَرَح «المُؤلِّفَان» الفِكرة بشَكلٍ مُرتَّبٍ، بحَيثُ يُفتتح في كُلِّ مَدينة، وحتَّى قَرية، «مَقهَى جَميل» يُسمَّى «مَقهَى التَّعارُف»، وكُلّ مَن يَحضر إلى هَذا المَقهَى؛ يَضَع لوحة صَغيرة عَلى صَدره فيها «اسمه»، وإذَا أمكَن «هوَايته».. ومِن هُنا يَسهل عَلى النَّاس التَّواصُل.. فقَد أكون أنَا -مَثلاً- في مَدينة «رفحَاء»؛ ولا أعرف فِيها أحَدًا، ولَديَّ الرَّغبة في التَّعرُّفِ عَلَى هَذه المَنطقة، فمَا عَليَّ إلَّا الذِّهاب إلَى هَذا النّوع مِن المقَاهي، لأجدَ فيهِ ضَالَّتي..!
إنَّ الفِكرةَ بَرَّاقَةٌ وبَديعةٌ، وسَهلةُ التَّنفيذِ والإخرَاجِ، وكَم مِن الحَالات التي زُرتُ فِيها مُدنًا؛ تَمنَّيتُ أن أتعرَّف عَلى أحَدٍ مِن أهلِهَا، حتَّى يدلّني عَلى خَفاياها، ويُشبع نَهمي للتَّعرُّف عَلى المُختبئ في زَوايَاهَا..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الفِكرَةَ بَسيطةٌ وطَازجةٌ، لذَا سَارع الدّكتور «سعود المصيبيح» لتَسجيلها؛ وأخذ بَراءة اخترَاع عَليها حتَّى لا تُسرق، فنَحنُ في زَمنٍ يُسرق فيهِ الكُحلُ مِن العَينِ، وصَاحب العَين يَقف مُتفرِّجًا بعينهِ البَصيرة، ويدهِ القَصيرة..!
وفي النَّهاية.. إذَا كَان لِي مِن أُمنية، فهي أن يَتبنَّى أحد «رجَال الأعمَال» فِكرة هَذا المَقهَى، ويُنشئ سلسلة مِن هَذا النَّوع مِن المَقاهي، التي تُوفِّر لَه الرّبح والكَسب، وتُوفِّر لَنَا التَّعارُف والتَّقارُب، والتَّحابُب والتَّآلُف..!!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store